لماذا في وطني / أحمد المثاني

لماذا في وطني

* لماذا في وطني يكاد الكل أن يكون متبرما متشكيا من هذه الحياة ، فما أن تسال أحد عن أحواله إلا وتجده قد ضاقت به الدنيا و ضاق بها .. و قد أغلق كل منافذ الأمل ، و غض طرفه عن كل جميل في هذه الحياة .. و أصبح العبوس و الكشرة من خصائصنا .. في حين أن هناك شعوبا تقبل على الحياة ، و ينعكس ذلك على أفرادها بحب العيش ، فتراهم يبتسمون و يضحكون و يروون الطرف ..و يتبادلون التحية ..
أنظر إلى الناس في وطني وهم ذاهبون إلى العمل كأنما يساقون إلى حساب .. أو عقاب ، و هم يتجاوزون روعة الصباح و نداوته ، و شروق الشمس ، و دبيب الحياة في الكائنات
.. في الصباح ، باشراقته و روعته عبوس و في المساء .. ضجر و شكوى ..

لماذا في وطني العصافير و الحمام مطارد و نقذفها بالحجارة .. و هي تسبح ربها ، و لماذا تأكل العصافير و الحمام من أيدي الناس في بلاد غير بلادي .. و كم تعجبك تلك الألفة بين الطير و الإنسان ..
لماذا في وطني الحيوانات مطاردة ، و قد عرفت طبعنا .. فنلاحقها و نربي اولادنا على قسوتنا .. إذا شاهد الأولاد قطا أو كلبا . .
فسرعان ما يبحثون عن الحجر لقذف تلك الخلوقات . . مع أن ديننا دين الرحمة ، و لدينا عشرات او مئات القصص عن الرحمة بالحيوان .. حتى شربة الماء للكلب العطشان قد أدخلت فاعلها الجنة .. !! و كيف رد الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) فراخ عصفورة لأمها .. و هذا الصحابي الجليل يكنى أبا هريرة ، بسبب هرة كان يربيها و يحنو عليها ..
لماذا نحن في وطني نختزن نزعات الجاهلية و قساوتها او وحشيتها .. فانظر كيف حياتنا مقفرة .. فأولادنا لا يتركون شجرة او وردة في شارع أو حديقة عامة
إلا و يجهزون عليها .. و نحن المسؤولون
لم نعلمهم قيم الجمال . . و احترام الذوق العام .. فنكاد نغرق في بحر من الفوضى .
أنظر إلى شوارعنا و مياديننا .. و قدر كم هي بائسة ..
الناس في غير وطني يغارون على جمال بلادهم و نظافتها .. و نحن – للأسف – نغرق في بحر من القمامة .. و كم يحزن المرء حينما يرى أكوام النفايات تلقى في الشارع و يقذفها الصغير و الكبير ،، من متاجرنا و بيوتنا و سياراتنا .. و انظر إلى أمكنة السياحة و النزهات .. كم تجد من قاذورات
و يأتي بعد ذلك من يقول ، في البلد الأوروبي الفلاني .. لحقني رجل الامن لأنني رميت بعلبة سجائر في الشارع ..
مشكلتنا .. كلنا نتحدث و نروي هذه القصص . و كثير منا ارتحل و شاهد شعوب الأرض .. كيف تحضرت .. و نحن ما زلنا
نعيش في عصر من التخلف .. رغم ما نشاهده من عمارات شاهقة و سيارات حديثة .. لكن الإنسان ، و للأسف ، لم يتغير
من الداخل ..
أقول ذلك ، و لست بأحرص منكم .. و لكم و للوطن أجمل تحية .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى