معرض أم مهرجانٌ للنصر ! / م . عبدالكريم ابو زنيمة

معرض أم مهرجانٌ للنصر !
بعد غياب خمسة أعوام ، أُقيم هذ العام معرض دمشق الدولي التاسع والخمسين الذي يُعتبر من أهم المعارض العربية والعالمية والذي هو بمثابة النافذة للجمهوريةِ العربيةِ السوريةِ على العالم ، هذا المعرض وبالرغم من ظُروف الحرب التي تخوضها الدولة السورية ضد كل قوى الشر والارهاب العالمية حقق نجاحاً باهراً لم يتوقعه أحد حتى القائمين عليه ، إذ حقق نجاحاتٍ على عِدة أصعدة سياسية ، إقتصادية ، إجتماعية ونفسية .

تعدى المعرض المعنى المُتعارف عليهِ للمعارض ، واختلف عن صورته النمطية التي عُرفت عنه منذ بداية نشأته في العام 1954 ، إذ كانَ مهرجاناً للنصر وللإنتصارات التي حققتها وتُحققها الدولة السورية قيادةً وحكومةً وجيشاً وشعباً ، وتلك التي حققها حُلفاؤها وأنصارها من المحور المُقاوم في العالم ، فسلسلة الانتصارات التي توالت بدءاً من القصير والزبداني وحلب وتدمر والموصل والقلمون الغربي توجت وعُبر عنها بهذه البروڤا الاحتفالية المُتمثلة بهذا المعرض “معرض دمشق للانتصارات ” .

تظافرت قُوى الشر في شن الحرب على سورية ، فكانت حرباً عسكرية وإعلامية ونفسية ، قادتها إمبراطورية الشر والإرهاب ( أمريكا ) وتُركيا ، مُزامنةً مع ما سُمي زوراً بـ الربيعِ العربي ، رافقها تجييشٌ إعلامي لتلفيق الأكاذيب والإتهامات ، وإستنفارٌ لقوى الإسلام السياسي المُنظم باسم الدفاع عن حقوق الانسان السوري والإنتصار لدين الله والجهاد في سبيله في بلاد الشام ، وطوال اعوام هذه الهجمة البربرية الارهابية غير الاخلاقية واللاإنسانية واللادينية ضُللت الكثير من الشعوب العربية ، لكن بعد إنهزامهم وفشل مشروعهم الصهيوأمريكي ها هم يعترفون بكل جلاء ووضوح بأنَّهم أرادوا تدمير الدولة السورية وهذه محاورهم وتحالفاتهم تتهاوى وتتراشق التهم فيما بينها بخصوص دعم وتمويل الارهاب ” هؤلاء الإرهابيين اليوم كانوا مجاهدين في سوريا بالأمس ” ، تماماً كما خاضت نفس القوى والتنظيمات الاسلامية حربها الجهادية في أفعانستان لينتهي بهم الامر إرهابيين في غوانتنامو ، وها هي زعيمة الارهاب تبتز حلفائها وتسطو على (500) مليار دولار من ودائعهم ولن تكتفي بهذا بل ستستمر في نهبها حتى نفاذ آخر قطرة بترول ، ومن غرائب هذه الحرب الكونية على سوريا أنّ عرّاب هذه الحملة حمد بن جاسم يعترفُ ومن نفس المنبر الذي أفتى من خلاله يوسف القرضاوي بالجهاد في سوريا بأنه هو وبقية الدول التابعة نفذوا إملاءات خارجية “امريكية” .
سوريا لم ترضخ لابتزازات الغرب ، والرئيسُ الأسد لم يُساوم على ذرة تراب سورية ورفض كل العروض الامريكية…وأنتصر ،والجيش العربي السوري لم يغير عقيدته القتالية المعادية للكيان الصهيوني ، هذه الانتصارات رسمت عالماً جديدا وحددت إستراتيجيات وتوازنات عالمية ، هذه الإنتصارات جائت بنتائج عكس ما خططوا له وأرادوه وأهمها بأن خط الوصل “طهران-بغداد-دمشق-بيروت” الذي أرادوا قَطعه هو الآن أقوى مما كان ، وأنَّ إرادة النضال والتحرر التي أرادوا نزعها من صدور الشعوب العربية هي الآن في أوجِ توهجها ، وأنَّ بوصلة الجهاد في سبيل الله التي حاولوا حرفها نحو الجهاد في سبيل اسرائيل هي الآن موجهة نحو عدونا الصهيوني .
لقد نجحت بروڤا الانتصار لكننا ننتظر ذاك المهرجان العالمي الكبير بعد أنّ يُنهي رجال الله المُجاهدين في سبيله – الجيش العربي السوري وحزب الله والجيش العراقي ، بدعم ومؤازرة الجمهورية الاسلامية وروسيا الإتحادية وكل القوى الوطنية العربية والقوى العالمية المُؤازرة – رسم حدود ومساحة الانتصار ببساطيرهم ورسم مناطق النفوذ الإقليمية والدولية.
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى