الرهان على الفلسطينيين / عمر عياصره

الرهان على الفلسطينيين

يعجبني، ان زيارة “كوشنير وجرينبلات” الاخيرة للمنطقة لم تتمكن من اختراق الرفض الفلسطيني لاستقبالهم، فهذا مؤشر فاعل على ان الفلسطينيين بخير، فيما يتعلق بصفقة القرن.
هناك ضغوط كبيرة على محمود عباس كي يتراجع، واجزم ان ان االقاهرة والرياض يفعلان ذلك بزخم واخلاص، ويقال ان عمان تحاول اقناعه بانه لامناص من القبول بالاميركان كوسيط وحيد في عملية التسوية.
زيارة الملك الى واشنطن تقلقني، فهي مفاجئة، جاءت بعد لقاءه مع كوشنير، وهناك احتمالات كثيرة حولها، وهناك ضبابية في قدرتنا على قراءتها، ورغم ذلك اعتقد جازما ان الكرة بملعب الفلسطينيين اكثر من غيرهم.
الفلسطيني لا زال متماسكا رافضا للصفقة، لانه يراها ببساطة تصفية لوجوده وانهاء لحقوقه، كما انه يدرك ان قبوله بها سيحمل كل المترددين للموافقة عليها وخدمتها.
انه صبر ساعة ايها الفلسطيني، فلا صفقة يمكن ان تمر، مهما حشدت اميركا لها من عواصم وامكانات وموارد، فازرار اللعبة “اهمها” في يد الفلسطيني، ولا اظنه يريد اطلاق النار على نفسه.
نعم، المتضرر الاكبر من صفقة القرن هم الفلسطينيون وحقوقهم بالدرجة الاولى، وايضا يمكن اعتبار الحكم في الاردن وهويته متضررة، لذلك يجب عليهما التعاون وتبادل الادوار، لاسقاط الصفقة.
كوشنير بدوره ابدى استعداده لقاء عباس، وفي ذلك اشارة واضحة على اهمية الفلسطينيين في تمرير التسوية، ويجب ان لا يلبّس علينا، ان بالامكان اعلان صفقة او تمريرها دون موافقة الفلسطينيين.
هناك ادوات نجاح يمكن استثمارها في الجانب الفلسطيني، اهمها دعم موقف ابو مازن الرافض والبناء عليه، وثانيها الاستثمار في قطاع غزة ومقاومتها لمنع اي تصفية للقضية الفلسطينية.
خياراتنا في الاردن صعبة، لكنها لا تبرر القبول بالصفقة، بل يجب الانتباه الى اهمية الرفض الفلسطيني مساندته والبناء عليه كي ننجو من مشروع يمس الاردن كيانا وهوية.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى