مشروع شهيد / رامي علاونة

مشروع شهيد
صعد الى قمرة الطائرة برفقة الطيار المدرب. كان متوترا بعض الشئ ولكن سرعان ما تلاشى ذلك التوتر عندما استذكر انه اجتاز ال ١٣ السابقة، وما هي إلّا طلعة أخيرة ناجحة حتى يحقق حلمه الذي طالما حلم به ويصبح صقرا من صقور كاراكوزيا…يحلِّق في سماها و يذود عن حِماها.
ادار محرك الطائرة، ثم اقلع بها مُنفِّذا كل الأوامر التي طلبها منه المدرب باحتراف. اثناء الطيران، اخذت الطائرة تهتز وكأنها “بسكليت فيليبس” ضارب كاوشوكه الأمامي. طمأنه المدرب ان الأمر طبيعي، ثم طلب منه البدء بالهبوط التديرجي.
عندها بدأت مؤشرات بعض العدادات بالتراقص أمامه، فارتبك و همَّ بالقفز بكرسي الطائرة، الأ ان المدرب طمأنه مرة اخرى واخذ “يخبِّط” بيده على لوحة العدادات، التي سرعان ما عادت الى صوابها بعد عدة خبطات.
هبط بالطائرة بسلام ، فابدا له المدرب اعجابه بأداءه. نزل الاثنان من الطائرة فطلب منه المدرب ان يذهب الى مكتب “الباشا” بعد عشرة دقائق لكي يخبره الباشا بالنتيجة.
في الوقت المحدد، ذهب الى مكتب الباشا الذي بدوره اخبره ان المدرب “مبسوط” من اداءه في الطلعات الجوية، و أن تقييمه كان ممتازا، لذا قد “اجتاز بجدارة” اختبار القبول (ولا داعي للواسطات).
وقَّع الباشا بعض الأوراق، ثم اعطاه أياها بالإضافة “شارة” معدنية مكتوب عليها بعض الرموز، واخبره ان يذهب الى احد المكاتب الأخرى لبدء إجراءات التعيين الرسمي.
خرج من مكتب الباشا وفي احد الممرات شاهده طيار شاب بدا كأنه “قديم عالخط”:
الطيار: شو؟ نجحت؟
صاحبنا: الحمد لله.
الطيار (بصوت غير مفهوم): معناته ابدا عِدّْ ايام!
صاحبنا: عفوا ما فهمت قصدك!
الطيار: ولا شي، سلامتك، بقول ان شاالله تنبسط معنا¡
صاحبنا: ان شاالله، معلش بدي اسألك، قديش صارلك هون؟
الطيار: أنا طَوَّلت، الحمد لله! صارلي ٩٦٥ يوم ونص.
صاحبنا: يعني خِبرة! دخلك شو يعني اللي مكتوب عالشارة اللي اعطاني اياها الباشا؟
الطيار الشاب: شو مكتوب عليها؟
صاحبنا: م. ش. ٢٣.
الطيار الشاب: ٢٣ يعني رقم الطيارة اللي رح تتدرب عليها.
صاحبنا: ان شالله هاي “العرباية” اللي فحصوني فيها؟
الطيار الشاب: ايوه هي…هاي احسن الموجود عفكرة.
صاحبنا: طيب ما يحَدّْثوا هالطيارات؟ قِلّة مصاري بتنسرق بكاراكوزيا؟
الطيار: اسكت اسكت لا حدا يسمعك! بعدك لا فَتّيت ولا غمَّست!
صاحبنا: بعين الله! بس ما قلتلي شو يعني م. ش!
الطيار: مشروع شهيد!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى