ايران تشحن أطناناً من اليورانيوم والخطر النووي يتراجع

أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان سفينة غادرت ايران يوم الاثنين “متجهة الى روسيا وعلى متنها أكثر من 25 الف رطل من اليورانيوم المنخفض التخصيب” اي حوالي 12 الف كيلو. وأكد كيري ان الحمولة تشمل ايضاً كل ما تملكه ايران من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 20 بالمئة.

كان من اللافت جداً ان روسيا لم تُعلن عن هذه الخطوة في بيان رسمي حتى بعد ساعات من اصدار وزير الخارجية الاميركي لبيانه وأكتفت بخبر نشرته احدى الوكالات الرسمية للانباء ونسبته الى مسؤول لم تسمّه، كما ان ايران لم تشر الى الخبر او تعلن عنه ولم تقل انه انجاز كبير كما قال كيري.

وزير الخارجية الاميركي وصف شحن المواد “بالخطوة الكبيرة على طريق التزام ايران بمضامين الاتفاق” النووي ومن ضمنها احتفاط ايران بما لا يزيد عن 300 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب، وشدد الوزير الاميركي على ان تخلّي ايران عن المواد المخصّبة يضاعف بثلاث مرات الزمن المفترض لتجميع قنبلة نووية ايرانية وبذلك تمتد مهلة التحرّي عن قنبلة نووية ايرانية الى عام تقريباً.

تسبب تخصيب ايران لاطنان من اليورانيوم على مستوى أقل من 5 بالمئة بدقّ اجراس الانذار، وارتفعت خلال العام 2012 و2013 التحذيرات بشكل متسارع عندما اعلنت ايران، وعندما تمّ تقدير مخزون طهران بأكثر من 200 كيلو من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 بالمئة خصوصاً ان هذه الكمية كانت كافية لتخصيب كمية كافية من اليورانيوم بنسبة تفوق 90 بالمئة وتجميع قنبلة نووية خلال مهلة زمنية قصيرة تصل الى 4 اسابيع.

خلال تلك الفترة هددت اسرائيل بتوجيه ضربة جوية للمفاعلات النووية الايرانية كما ان الرئيس الاميركي باراك اوباما أعلن ان الولايات المتحدة “لا تملك سياسة احتواء” وبالتالي لن يقبل بالتعايش مع ايران نووية. فهم الايرانيون في ذلك الوقت ان اوباما سيكون مستعداً لتوجيه ضربات جوية للمفاعلات النووية الايرانية وربما ايضاً ضرب المنشآت العسكرية الايرانية خصوصاً منصات الصورايخ العابرة ومقرات الحرس الثوري. بعد ذلك دخل العالم عن طريق 5+1 في مفاوضات انجزت ما بات يُعرف بـ”الاتفاق النووي الايراني”.

الآن يستطيع الاميركيون ودول الشرق الاوسط التنفّس بسهولة أكبر، لأن خطر حيازة ايران على قنبلة نووية وامتلاك سلاح دمار شامل لم تعد موجودة، أقلّه في المهلة القصيرة السابقة اي الاسابيع، واصبحت ايران، بنظر الاميركيين خاصة، تحت المراقبة اللصيقة وخطرها اقلّ.

وزير الخارجية الاميركي شكر عدة دول لمشاركتها في انجاز عملية الشحن ومنها روسيا وكازاخستان زاذربيجان والنرويج، لكنه اشار الى ان الاسرة الدولية ستعتبر ان ايران نفّذت الاتفاق عندما تُعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران نفّذت كل شروط الاتفاق، بما في ذلك إطالة المهلة الزمنية للحصول على مواد نووية كافية لتجميع قنبلة الى أكثر من عام، ويجب ان تؤكد الوكالة ان لدى ايران أقل من 300 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب وتفكيك الكثير من البنية التحتية للمنشآت النووية الايرانية بما ذلك تفكيك محرك مفاعل اراك وبالتالي قطع الطريق على انتاج البلوتيونيوم.

من الواضح ان الاميركيين يستعدون لليوم الذي تعلن فيها الوكالة ان ايران ابرّت بالتزاماتها، لكن واشنطن حريصة على القول ان الاميركيين خاصة والاسرة الدولية عامة ملتزمون بالعقوبات الى حينه. يبقى الجزء الآخر من الهمّ الايراني وهو التدخل الايراني في شؤون دول الجوار ودعم نظام بشار الاسد في سوريا وتنظيم حزب الله في لبنان، لكن واشنطن تعتبر ان تفكيك المشروع النووي الايراني انجازاً ضخماً لأنه شكّل تهديدات استراتيجية لدول المنطقة وكان يهدد بسباق تسلّح او انفجار نزاعات تقليدية تثير تهديدات باستعمال اسلحة غير تقليدية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى