رغبة سعيد .. وإرادة الله / محمد حسني نغوي

رغبة سعيد .. وإرادة الله
نتيجة خلاف بينه وبين أهله . . قرر سعيد أن يهاجر إلى البرازيل وأن يقطع كل علاقاته واتصالاته بأهله. . وفي البرازيل حقق سعيد خلال سنوات قليلة نجاحاً كبيراً في التجارة وأصبح من أصحاب الملايين . . ولم تفلح محاولات أهله الكثيرة والمتكررة للتواصل معه . . وكلما ازدادت ملايينه ازداد اقتناعاً بعدم حاجته إلى أحد من أهله . . وأن أهله هم الذين بحاجته. . وكان كل شخص يأتي من طرف أهله لينقل إليه سلاماتهم واشتياقهم إليه . . يقابلهم سعيد بإجابة واحدة وهي: لا يوجد لدي أهل وهؤلاء طامعين بأموالي . . وبقي مصمماً على موقفه هذا لأكثر من عشرين عاماً من الغربة والقطيعة . . إلى أن جاء يوم نظر فيه إلى نفسه بالمرآة. . فلم يكاد يعرفها . . رأى شعر رأسه وقد تحول بالكامل إلى اللون الأبيض. . ورأى تقاسيم وجهه امتلأت تجاعيد والسواد أصبح يحيط بعينيه . . فأدرك بأنه قد بلغ الكبر منه مبلغه . . فجلس على أريكته ينظر حوله . . ويستمع . . لا صوت على الإطلاق سوى صوت تكتكت عقارب الساعة في الغرفة المجاورة . . سمعه بكل وضوح من شدة سكون منـزله . . فأخذ يفكر ويقول لنفسه . . ماذا فعلت يا سعيد ؟ . . كيف مرت كل تلك السنين ؟ . . تذكر بأنه في سعيه للمال نسي حتى أن يتزوج وأن تكون له أسرة . . ثم تبادر إلى ذهنه سؤال . . لو أنني مت اليوم . . من سيرث كل هذه الأموال ؟ . . أخذ يفكر بأهله الذين تركهم منذ عشرين عاماً ويحاول أن يتخيل أشكالهم ويتذكر أصواتهم . . لكن دون جدوى . . ثم حاول أن يتذكر سبب الخلاف معهم الذي جعله يهجرهم . . وأيضاً لم يتذكر . . ولكنه حاول أن يطمئن نفسه بالقول: حتى لو لم أتذكر أكيد أن السبب كان كبيراً جداً . . ثم عاد ليتساءل من جديد . . لو أنني مت اليوم . . من سيرث كل هذه الأموال ؟ . . بالتأكيد ليس أهلي . . لن يرثوا مني ولو فلساً واحداً حتى لو اضطررت إلى أن أحرق كل ثروتي أو أن ألقيها في البحر . . ثم تذكر أن أحد القادمين من بلاده قد أخبره بأن شقيقه الصغير يوسف لم يتزوج حتى اليوم . . بسبب قلة دخله وفقره . . فقال سعيد لنفسه: لم لا أقدم جزءاً من مالي لأخي يوسف فقد كان صغيراً عندما هاجرت وهو لا ذنب له بخلافي مع أهلي. . وبمساعدتي له على الزواج ستتكون لديه أسرة ، وقد أقنعه وأسرته بأن يهاجروا ليسكنوا عندي فيمتلئ بيتي بهم . . نعم صحيح . . هذا هو الحل . . سوف أعطي أخي يوسف نصف ثروتي . . سأعطيه عشرة ملايين دولار لكي يتزوج . . وبعد أن يتزوج سأجعله يأتي للعيش عندي وبالتأكيد لن يستطيع أن يرفض لي هذا الطلب . . وبالفعل اتصل سعيد بمدير مكتبه فوراً . . وطلب منه بأن يحجز له تذكرة على أول طائرة إلى بلاده وأن يستعد لتحويل الـعشرة ملايين إلى الحساب الذي سيخبره به عندما يصل الى بلاده . . وبعد ثلاثة أيام وصل إلى بلاده وسكن في جناحه الخاص في احد الفنادق . . وفي صباح اليوم التالي . . وبعد أن استراح. . أعطى سعيد اسم عائلته إلى موظفة الاستقبال وطلب منها أن تستعلم عن رقم هاتفهم . . وبعد نصف ساعة كان لديه رقم هاتف أهله. . جلس أمام الهاتف وفي يده رقم هاتف أهله وأخذ يحدث نفسه. . الآن سأتصل بهم . . أتمنى أن لا يعرفوني من صوتي . . وكيف سيعرفونني بعد كل هذه السنين . . سأتصل بهم وأسأل عن يوسف وأدعي أنني صديقه . . مد سعيد يده إلى الهاتف وبدأ بأصبعه المرتجف يكبس الأرقام ببطىء . . الواحد تلو الآخر . . ثم سمع صوت النغمة ورُفعت السماعة مباشرة. . وإذ بأصوات أطفال يتصايحون . . وبصوت طفلة تحمل السماعة وتقول . . ألو . . ألو . . مين ؟ . . تردد سعيد وأحس بأن لسانه قد تحجر في فمه . . ألو . . مين؟ . . حاول أن يبلع ريقه . . فلم يجده . . شعر بأن فمه قد أصابه الجفاف التام. . ثم استجمع قواه وقال بصوت مرتجف :
مرحبا . . فردت عليه الطفلة . . أهلين عمو . . مين بدك؟
هذا بيت أبو سعيد؟
آه عمو هذا بيت جدو أبو سعيد . . الله يرحمه ، إقشعر بدنه . . وقاوم دمعة ترقرقت في عيونه ومنعها من أن تنهمر . .
مين إنت عمو ؟
أنا صاحب جدو . . الله يرحمه . . إنت مين؟
أنا فاتن بنت مصطفى . .
طيب عمو . . وين عمك يوسف؟
ثم سمع صوتها تنادي . . عمو يوسف . . عمو يوسف . . في تلفون إلك
ثم أمسك احدهم السماعة وصاح . . يا أولاد وطوا صوتكو بدي اسمع . . ثم قال:
ألو . . مين ؟
مرحبا . .
مرحبتين . . مين ؟
ما عرفتني؟ . .
لا والله . . أعذرني . . مين ؟
الدمعة التي ترقرقت في عينه اصبحت دموعاً وإنهمرت رغماً عنه . .ثم قال مرتجفاً
أنا . . أنا . . أنا صديق الوالد الله يرحمه . .
الله يرحمه . . وكيف بقدر أخدمك عمو . .
ممكن إني اشوفك . .
طبعاً . . طبعاً . . حياك الله عمو . . تفضل عنا . . بتحب أجي أوخذك؟
لا . . لا تغلب حالك أنا حابب أشوفك وأحكي معك . . انا حاجز في فندق . . ممكن بكره تيجيني على الفندق
طبعاً ممكن . . صديق لوالدي الله يرحمه باجيه وين ما بدو . . إنت تؤمر . .
طيب . . سجل عندك العنوان وبكره الساعة تسعة صباحاً بأنتظرك . .
إن شاء الله . . بكره الساعة تسعة بلاقيك في الفندق . . مع السلامة . .
مع السلامة . .
ليلتها . . بقي سعيد يتقلب في فراشه . . ولم يغمض له جفن . . ماذا سيقول لأخيه يوسف؟ . . كيف سيكون لقاءهما؟ . . فكر كثيراً . . ثم قال لنفسه . . يجب أن لا أبدي له أي ضعف وأن أسيطر على مشاعري حتى أستطيع أن أجعله ينفذ كل ما أطلبه منه . . أنا أريده أن يتزوج وأن يأتي للسكن عندي في البرازيل . . ويجب أن اهدده أنه إذا أعطى أحد من إخواني أو أخواتي ولو فلساً واحداً . . فإنني لن أعطيه شيئاً . .
في الساعة الثامنة صباحاً . . كان سعيد ينتظر جالساً في اللوبي مقابل باب الفندق الدوار . . محاولاً أن يلهي نفسه بتقليب صفحات جريدة . . ولكن عيونه كانت تتقافز . . تارة بين أسطر الجريدة . . وتارة بين درفات الباب الدوار . . وتارة يلقي نظرة خاطفة إلى عقارب الساعة المعلقة على الجدار . . أحس سعيد بأن هذه هي أطول ساعة تمر عليه في حياته كلها . . ثم فجأة شعر بالقلق . . أنا لم أقل ليوسف ما هو اسمي . . وهو لم يسأل . . يا لهذا الخطأ الفادح . . أتراه سوف يعرفني ؟ . . أو أنا سوف أعرفه . . عندما هاجرت كان فتاً صغيراً يافعاً . . أتراه يتذكرني ؟ . .
قبل أن تصبح الساعة التاسعة . . توقف تكسي أمام باب الفندق ونزل منه شاب في العشرينات يرتدي قميصاً أخضر مقلماً ويضع ربطة عنق صفراء . . كان شكله يوحي بأنه شخص بسيط الحال حاول أن يرتدي أفضل ما عنده . . ثم تقدم ذلك الشاب من الباب الدوار ودخل . . شاهده سعيد . . وبدأت دقات قلبه تتسارع . . تعرف عليه بالحال . . لا يعرف كيف . . ولكنه عرفه من نظرة واحدة . . توجه الشاب إلى فتاة الإستقبال وبدأ يتحدث معها . . أراد سعيد أن يناديه . . فلم يطعه لسانه . . قام عن كرسيه وتوجه إلى كاونتر الإستقبال . . وعندما إقترب منه سمع الشاب يقول للموظفة: أنا لدي موعد مع شخص الساعة التاسعة ولكن للاسف نسيت اسمه ولا أعـــــــــــ . . يوسف . . قال سعيد هامساً من وراء الشاب . . ثم كررها . . يوسف . . وساد صمت لثواني . . وأدار الشاب رأسه ببطئ وكأن السماء قد أطبقت عليه . . نظر في عيني سعيد . . نظر عميقاً جداً ثم قال بصوت متردد . . سعيد؟ . . لم ينتظر الإجابة . . إنقض على سعيد يحتضنه ويقبله والدموع تنهمر من عينيه . . رفع سعيد يديه ببطئ وأحاط بهما بيوسف . . وضمه إليه . . واستمرا متعانقين لدقائق مرت كالثواني . . لم يقولا فيها أية كلمة . . ثم توجها إلى المقاعد وجلسا . . ويداهما لم تفترقا . . وعيونهما لم تتباعدا . . استمرا كذلك لدقائق . . ثم قال سعيد . . هل عرفتني ؟ . .
وكيف لا أعرفك يا يوسف . . يا أخي الكبير . . الحمد لله على السلامة . . ليش انت بالفندق . . ليش ما روحت عنا . .
كيف حالك يوسف ؟ . . قال سعيد
أنا بخير وكلنا بخير . . وإخوانك وخواتك وأولادهم . . بدعولك ومشتاقين لك
طيب . . طيب . . المهم انت كيفك
أنا بخير ياخوي . . ليش قاعد بالفندق . . امشي نروح على بيتنا
طول بالك يا يوسف . . أنا ما رجعت مشان أهلك . . أنا رجعت بس مشانك . .
كيف يعني ياخوي . . مش فاهم عليك
يعني أنا لسه مش مسامحهم على اللي عملوه معي
ياخوي . . إنت أخونا الكبير وما ظل عنا كبير غيرك بعد وفاة أمنا وأبونا
ولو . . أنا ما بدي أشوف حدا . . أنا رجعت بس ليومين مشانك إنت . . سمعت انك لسه ما تجوزت . . وانك طفران
آه والله صحيح ياخوي . . لكن الحمد لله . . هي اخواني وخواتي عاملين جمعية . . ووعدوني انهم يجوزوني قبل نهاية السنة
انسى . . انسى . .
شو أنسى يا خوي
بدي اياك تنساهم ولا تظل تجيب بسيرتهم قدامي
لكن ياخوي هدول اخوانك وخواتك
يوسف . . لا تخليني أزعل منك . . وأسافر هسه
طيب ياخوي مثل ما بدك . .
اسمعني يا يوسف . . أنا ما بدي أحرمك منهم . . أنا اجيت مشان أعطيك مصاري عمر أهلك ما حلموا فيها . .
لكن ياخوي . .
خليني أكمل . . بدي أعطيك عشر ملايين دولار . .
كم . . عشر ملايين . .
آه . . لكن بشرطين . . إذا رفضت واحد منهم . . إنسى كل اشي وأنا برجع زي ما إجيت
شو هما الشرطين ياخوي
الأول . . إنك بعد ما تتجوز رايح تسافر عندي وتسكن في بيتي في البرازيل . . ونعيش مع بعض أنا وإنت وزوجتك . . وطبعاً أطفالك في المستقبل
يعني بدك أهاجر مثلك وأقطع أهلي . .
بدي اياك تهاجر . . وإذا قاطعتهم بكون أحسن . . لكن اذا ما بدك تقاطعهم مش مشكلة بشرط ما بدي اشوفهم أو أسمع عنهم أي إشي . .
طيب والشرط الثاني
الشرط الثاني ممنوع تعطي أهلك ولو فلس واحد من المصاري اللي بدي أعطيك إياها
لكن ياخوي أهلك طفرانين ومديونين وحالتهم على الله
مش شغلي . . ممنوع يوخذوا ولو فلس واحد . . وإذا عرفت إنك أعطيتهم اشي رايح أحرمك من كل اشي . .
نظر يوسف إلى سعيد وهو في حيرة من أمره . . وغير مصدق مدى الكراهية التي يكنها سعيد لإخوانه وأخواته . . حتى أنه لم يسأل يوسف عن قبر والديه ليقرأ لهما الفاتحة . . وفيما هو يفكر قال له سعيد . . آه شو قررت . .
ياخوي يا سعيد . . طيب ليش إنت أصلاً زعلان من أهلك ؟ . .
حاول سعيد أن يظهر بأنه يتذكر السبب وأجاب بحدة . . رجاءاً لا تسأل مثل هيك أسئلة . . هذا اشي ما بخصك . . انت كنت ولد صغير . . وما بتعرف إشي
قال يوسف لنفسه . . لا يهم . . سوف أسايره حتى لا نخسره مرة أخرى . . وبالتدريج سأحاول أن ألين موقفه من أهله . . ثم قال: طيب ياخوي مثل ما بدك
إبتسم سعيد وإنشرحت أساريره بهذه الإجابة . . وإطمئن إلى أن خطته قد نجحت . . ثمن قال ليوسف: . . طيب قوم معي الآن إلى البنك مشان أحولك المصاري . . قام يوسف وذهب مع سعيد إلى البنك . . وخلال نصف ساعة تحول يوسف الطفران . . إلى مليونير يملك عشرة ملايين دولار . . وكان سعيد في قمة السعادة والإنشراح خلال تلك الفترة . . ودعا يوسف إلى الفندق لتناول الغذاء معاً وبحث تفاصيل زواجه وسفره إلى البرازيل . . وخلال الغذاء كان سعيد لم يتوقف سعيد عن الكلام عن كيف ذهب إلى البرازيل؟ وكيف كون ثروته الطائلة؟ وكيف أصبحت له مكانة رفيعة في مجتمع الأعمال هناك؟ . . بينما يوسف ينظر إليه وعقله مشغول بألف موضوع . . كيف سيلين قلب أخيه على أهله؟ وكيف سيخبر أهله بعودة سعيد؟ وكيف سيخبرهم بما فعله وما خطط له سعيد؟ . . وعندما توقف سعيد للحظات عن الكلام . . بادر يوسف إلى السؤال . . هل أخبر أهلي بأن وضعت باسمي كل هذا المال؟ . . رد سعيد . . بالطبع قل لهم حتى يموتوا بغيظهم . . أنت الآن مليونير وهم كما تركتهم قبل عشرين عاماً طفرانين . . مكانك ليس هنا يا يوسف . . مكانك معي هناك . . في البرازيل. . وسأنتظرك بعد عشرة أيام لتكون عندي هناك أنت وعروسك . .لم يعرف يوسف ماذا يقول . . ولكنه شعر في داخله ببرود شديد تجاه سعيد . . برود لا يقارن بحرارة اللقاء قبل بضع ساعات . . وبقي صامتاً إلى أن إنتهى الغذاء وتصافحا وغادر يوسف الفندق . . في هذه الليلة لم ينم سعيد . . وكيف ينام وهو يشعر بشعور نشوة النصر . . وكأنه فتح قارات بكاملها . . سيأتي أخوه يوسف وعروسه للعيش معه في البرازيل . . والأهم من ذلك بالنسبة له هو . . أن أهله سيصابون بالصدمة والقهر والذل عندما يعرفون بأنه سيأخذ منهم يوسف . . وإحتفل سعيد . . إحتفل ورقص وسكر في النادي الليلي حتى الصباح . . ثم نام كما لم ينم في حياته . . وفي مساء ذلك اليوم استيقظ سعيد وأخذ يعد نفسه للعودة إلى البرازيل على رحلة الطائرة المسائية التي حجزها . . ثم نظر إلى ساعته وقال لنفسه: معي بعض الوقت حتى أتناول وجبة سريعة في المطعم . . وذهب إلى مطعم الفندجق وطلب وجبة وأخذ يتناولها . . وأثناء تناوله للوجبة وفيما كان يهم بإرتشاف رشفة من الكأس سمع عاملان في المطعم خلفه يتحدثان . . كان أحدهما يقول للآخر . . شفت مبارح الحادث اللي صار أمام الفندق . . فيرد الآخر آه والله شفت . . فيجيبه الأول: المسكين راح طحن تحت عجلات الشاحنة . . تنبه سعيد فجأة وأنزل الكأس عن فمه . . ثم سرت في جسمه قشعريرة وأحسن بأن جسده قد تجمد . . فإلتفت إلى العاملان وناداهما ثم قال . . عن أنو حادث بتحكوا . . فرد أحدهما: حادث الدهس يا باشا . . الشاب اللي كان لابس قميص أخضر مقلم . . بلع سعيد ريقه وقال: هل كان يرتدي ربطة؟ . . فرد عليه العامل نعم . . كان يرتدي ربطة عنق صفراء يا حرام ما ظل منو اشي . . الله يرحمه . .
أحس سعيد بأن جدران الفندق تطبق على أنفاسه . . وأخذ يسمع نبضات قلبه تدق كالطبول في أذنيه . . وقف متثاقلاً ومشى بإتجاه المصعد يجر قدميه جرا . . والأفكار تتقافز في رأسه . . يوسف مات . . مش رايح يتجوز يوسف . . مش رايح ييجي عندي على البرازيل . . ثم ركب المصعد وأغلق بابه عليه . . وأهله هل سيرثوه الآن . . هل سيرثون العشرة ملايين دولار . . مرت الطوابق واحداً تلو الآخر بطيئة ثم توقف المصعد وفتح الباب . . فكان سعيد جالساً على أرضه . . جثة هامدة . .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. رااائعة جدا واحسست ان فيها رمزية سياسية فقد يكون سعيد هو ( السعودية ) ويوسف (سوريا ) واخوته باقي الدول العربية

  2. أخ غازي اخالفك الرأي المواضيع السياسية للكاتب عميقة وتسلط الضوء على زوايا معتمة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى