مشاهد إربدية

مشاهد إربدية
ماجدة بني هاني

(1) انتحار
في وسط المدينة يرفع الفقر ذراعيه ضارعا، ويمد العوز أكمامة نحو السماء، باعة البسطات يتكاثرون، والمؤشرات هي الركض خلف لقمة عيش هاربة، تهجم دورية البلدية، كالقدر، تصادر وتسيء، والفاقة لعنة لا يدركها إلا المعوزين…

في البيت عجوز تنتظر عودة ضناها، بربطة خبز، أو أصبع كرابيج حلوة، أو أي شيء…
كرباج المسؤول كان الأسبق، والحنظل كان عشاء أم ثكلى…
أي بلد تلك التي ينتحر فيها الفقراء، ويتبغل فيها الفاسدون، وتتفشى فيها البيروقراطية، بكل تناقضها، وفشلها الإداري.
انتحر الشاب بائع البسطة، ولتقتل نفسك أيها المسؤول لو كنت تمتلك الكرامة!

(2) أرباب الحاويات
عند كل إشارة ثلة من الأطفال المشردين يتلقفون المارة كالخفافيش، يرمون أجسادا أنهكها الجوع على السيارات.. بقدونس، فجل… أي شيء يسهل حملة…
الأمر أشبه بالتسول، بالتشرد، يتزايدون كل يوم، وتزداد الثقة واليقين بأن هذا البلد الجاحد يمضي نحو الخراب، إنها المسبغة بكل مظاهرها.

(3)أوتو بارك
في وسط المدينة وشوارعها الكبرى، بين كل عشرة أمتار يوجد موظف أتوبارك، مشروع إربد الجديدة، قد تكون الفكرة المبدئية هي تنظيم الشوارع والتقليل من اصطفاف البعض على جوانب الطرق، لكن ما يجري على أرض الواقع هو الجباية،ونتف المواطن من أي موضع، أتساءل عن حجم الجبايات، و عن المستقيدين، والجيوب العامرة، إزاء بطون الفقراء الخاوية، إذا كان حجم الجباية يغطي مخصصات العاملين على الشوارع، فمن المؤكد أنهم يتقاضون الفتات، ويتغول المسؤول…. هو ذاته من عاقب صاحب البسطة على طلب الرزق..
متى ستعلمون أن الفقراء في بلدنا هم الشرفاء، لإن سراق الوطن على عروش الفساد يرقدون بسلام، وأن وراء كل قصة فقر حقيقية عاجز أو مريض، أو شريف رفض بيع الوطن.
المجد كل المجد للفقراء
وآلله خير الوارثين”” ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى