منتدى الرواد الكبار يستعيد ذاكرة مادبا

عمان – سميرة عوض – استعاد أبناء مادبا وأصدقائها ذاكرتها في إطار برنامج منتدى الرواد الكبار التوثيقي الثقافي «ذاكرة مكان»، وشهدت المائدة المستديرة حول ذاكرة «مادبا/ التاريخ والأهمية والدلالة»، حضورا كبيرا، قدم الأوراق الرئيسية كل من محمد خريبات الأزايدة، والباحث د.جورج طريف، وبمداخلة نخبة من أبناء مادبا وأصدقائها منهم ميشيل حمارنه، يوسف غيشان، د.محمد وهيب، الندوة التي أقيمت ظهر أمس السبت في مقر المنتدى، أدارها المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان، استهلت بكلمة لرئيسة المنتدى هيفاء البشير التي قالت: «وإذ نسعد اليوم بالحديث عن مدينة مادبا، تاريخاً وراهناً، ودوراً حضارياً وإنسانياً، فإننا سعداء بحق باستضافة نخبة من أهل مادبا، من مختلف المشارب والاهتمامات، وأهل مادبا هم النموذج الأردني، بل والعربي الذي نفاخر به، سلوكاً ووعياً وموقفاً والتزاماً، فهذا الإنسان « المادباوي» الذي استجاب للتحدي الطبيعي والبشري، فأنجز مشروعه الحضاري المتمثل بمدينة مادبا، هو أنموذج أردني مميز، إذ ماكان لمادبا أن تتشكل أنموذجاً يحتذى، في التعايش الإسلامي المسيحي، وفي القدرة على تطوير المدينة، من أنموذج تقليدي بسيط، إلى مدينة حديثة متطورة دائمة التغير والنمو مع حفاظ على روحها التقليدية المتميزة، أقول: ما كان ذلك كله ليتحقق لولا دور وعطاء وتميز إنسان مادبا بنفسه».
وقدم النائب والعين السابق محمد خريبات الازيداة ورقة أستعرض فيها تاريخ مادبا، دعا فيها الى استرجاع ونبش التاريخ بدفاتره وكتبه وقلوب معاصريه، قائلا: من شأن المؤرخين فعل ذلك، اما شأننا اليوم وفي حلقتكم النقاشية عن مادبا، فيحضر كلام الذاكرة مختلطا بأشواق ومشاعر وأحاسيس عن المكان وذاكرة المكان، ومستقبل المكان، المدينة والناس والتاريخ.
واستحضر الأزايدة ما أطلقه أحد مبدعي المدينة عليها «مدينة الحنطة والحجارة والتاريخ»، ففي سيرة مادبا وصيرورتها متسع لسرد تفاصيل عديدة، قد لا يستوعبها وقت قصير او اطلالة عابرة، لكن الحديث عن المدينة لا يكون ناضجا بغير الحديث عن التحولات التاريخية فيها، والتنوع السكاني الذي ميزها منذ أول التكوين، والى وقتنا الحاضر».
ونوه الازايدة أن مادبا «استفادت من التجارب التجارية والحياتية والثقافية، بعدما شهدت الهجرة الفلسطينية الأولى في العام 1948، والثانية 1967، فكان التلاقح الثقافي الحضاري الفكري والاجتماعي بين سكانها الأصليين والمهاجرين إليها، الأمر الذي شكل تحولا ثقافيا سياسياً في حياة المدينة، وجعلها من المدن المتقدمة بهذا الشأن، ولا يمكن لباحث ان يغفل حالة النهوض التاريخي للمدينة قبل الهجرات وبعدها».
من جهته أوغل الباحث د.جورج طريفي تاريخ مادبا، قائلا أنها تعود إلى 1300ق.م ، فمادبا موغلة في القدم، لها تاريخ طويل، إذ ذكرت في التوراة على الرغم مما اكتشف فيها من االاثار الا ان الكثير مازال مدفونا في جوفها وتشير معلومات دائرة الاثار العامة الى ان الحفريات الاثرية التي جرت في تل مادبا تدل على وجود اثار قبور تعود للعمونيين والمؤابيين والانباط ثم احتلها الرومان وخضعت للحكم اليوناني فترة طويلة فيها، وقد بلغت اوج ازدهارها في الذي يصل من بصرى الشام الى الكرك مرورا بعمان طريق الملوك عندما اعتنقها أحد الزعماء العرب من قبائل فيها المسيحية عهد الدولة البيزنطية وانتشرت في الانجيل ورد ذكرها ميلادية و 292وتأصلت فيها أيام الغساسنة سنة من قضاعة الضجاعمة ميلادية أصبحت مادبا إحدى مدن المقاطعة الثالثة في 395سنة وعلى انها المدينة المؤابية (ميديا) الاسلامية التي تعود للفترة الاموية .يها بعض الاثار عهد ثيودوسيس.
ولفت طريف أن العشائر المسيحية الكركية كانت أولى العشائر التي استقرت في مادبا حيث يشكلون مثالا للانتقال، وقد خرج هؤلاء من الكرك على خلفية نزاع عشائري جماعي، وافقت الدولة لهم على التوطن في مادبا في شباط من عام1880 مقابل فلاحة أراضيها وتعميرها وقد تزعم هذا الانتقال وخطط له الإرسالية التبشيرية اللاتينية التي كان مقرها القدس وبمساعدة القنصل الفرنسي المقيم فيها.
وزاد طرف: تعد عشائر بني صخر ابرز العشائر التي كانت تسيطر على المنطقة التي تضم أراضي مادبا وكانت الكرك ومعان جنوبا والغور غربا والبادية شرقا وأراضي حوران شمالا تصل تنقلاتهم إلى حدود تصل الى حدود طبريا في الشمال ومعان في الجنوب، ومن العشائر الاخرى التي تقطن في مناطق مادبا المراشدة ومنازلهم ما بين كفير ابو خينان الشرقي وغربي حنينا ومنهم المراشدة والسيوف والبطنان والدهام وهنالك الشواكرة في حنينا شمال مادبا ومنهم الغليلات والسعيدات والشخاترة والجلاغيف والعبيد والغنيم والفروخ اما الشوابكة فتمتد اراضيهم ما بين جرينة شرقا وعيون موسى وقبور عبدالله غربا ومنهم المصالحة والمطايبة والمرايحة والحريد والطواجنة ، ومن العشائر المهمة ايضا في مناطق مادبا الحمايدة التي تمتد اراضيها ما بين مادبا والكرك.
وكانت مادبا –بحسب طريف- استقطبت اليها من مختلف محافظات المملكة كما استقطبت الوافدين من الشام و فلسطين.
واستذكر المشاركون أهمية مادبا التاريخية والاثارية وهي التي الخارطة الفسيفسائية الرائعة التي مادبا الأثري بقايا كنا ومنتزه متحف مادبا عثر عليها في كنيسة العذراء وفي قاعة هيبوليتوس، وهي جزء من دار فخمة تعود إلى القرن بمهامه التعليمية ذي يقوم معهد مادبا للفسيفساء، إضافة إلى ماعين جنوب مادبا وهي مشهورة بمياه نبعها المعدنية، ومن المواقع المهمة ايضا للسياحة الدافئة التي تستقطب الناس.

ابو يحي : الحق على يوسف غيشان ما خبرنا وعزمنا

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى