.التلاحم الحقيقي..!!

[review]
 

الاربعاء 15-6-2011

مجرد خروجك من شارع فرعي الى شارع رئيسي -  من وجهة نظر اردنية – يلغي حقك في المرور، لذا عليك ان تستخدم كل وسائل الاستعطاف من الابتسامة المخلوطة بالرجاء، أو أن تخرج يدك طالباً من القادم المسرع ان يسمح لك بالعبور  أو النظر بعينين ذابلتين يحملان يتماً مزمناً وانكسار عميق في الخاطر  تجاه الأخوة السائقين علهم يشفقون عليك ويمررونك..ولأنه غالباً ما  تفشل محاولاتك..لا تجد أمامك سوى أن تقدّم "بوز" سيارتك الى منتصف الشارع معرضاً نفسك وغيرك للخطر، حتى يتفضل عليك سائق تكسي "ماخذها ضمان" ويومئ لك بالعبور، طبعاً دون ردّ الشكر أو الاستجابة لرفع اليد المعترفة بمعروفه من خلف البلّور…

**

مقالات ذات صلة

في المخبز المشهد مشابه ، تكون قد نشرت أرغفتك الساخنة على فرشة الخشب حتى "تتنشّف" قليلاً..فيأتي أحدهم مستعجلاً  يلمها من أمامك ويضعها على الميزان وكأنك غير موجود…مما يضطرك لانتظار "طرحة" جديدة أو الدخول في مشاجرة الله وحده يعلم "كم طرحة ستأكل"  سيما ان كنت "رخو" البنية مثل حالاتي…

**

على مسرب الجوازات في المطار، وعلى الحزام الدوّار الخاص بالحقائب، وفي مخارج الطائرات، ومداخل القاعات والمسارح، وواجهات المدرجات المغلقة، وأبواب الجوامع ، ايضاَ تسيطر علينا عقلية: "الشاطر بيسبق"…

 

حتى التكنولوجيا عجزت أمامنا ، فبعد ان أوجدوا خدمة تنظيم الدور من خلال الأرقام الآلية المتسلسلة في البنوك والمؤسسات الخدمية الكبرى ، تجد بعضهم يأخذ خمسة أو ستة أرقام متتابعة من الماكنة  ويحتفظ بها من باب الاحتياط ليود بها قريب متأخر او صديق مستعجل غير آبه بوقتك أو حقك في الدور،  او بجهد ونبل غاية مخترع الآلة حتى..

 

المكان الوحيد الذي يقدّم كل منا الآخر على نفسه ،  ويحوّلنا  بقدرة قادر الى عافّين متسامحين غير مستعجلين…هو الملحمة…لأن لا أحد منّا يريد أن يكشف للآخر "اللي لابدله"عن عدد "الجرامات" الشهرية التي سيشتريها…الملحمة: هو المكان الحقيقي لتلاحم الأردنيين…

 

أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى