انتخبوني ..والا فقدتموني / يوسف غيشان

انتخبوني ..والا فقدتموني
كما يبحث الشباب عن البوكيمون في شوارع الوطن،شرع المرشحون لمجلس النواب الأردني في البحث عن شعارات يخوضون على اساسها ، وهي بالمناسبة شعارات فضاضة قد تعني كل شئ، وقد لا تعني شيئا في ذات الوقت، ولا تلزم المرشح بأي شئ، مثل:
“من اجل اردني وطني ديمقراطي\ الإسلام هو الحل\ المرأة نصف المجتمع\ معا نحو المستقبل\ لا للفساد\ لا للمحسوبية\نعم للعدالة الإجتماعية” ..وهكذا….!
لست من الساعين الى الترشح لهذه الكوميديا الوطنية ، لكني تقمّصت دور مرشح صادق مع نفسه ومع الآخرين، يسعى للعمل تحث شعار واقعي ومعقول ومفيد للجميع، ويعمل على اصلاح ذات البين بين الأطراف المتنازعة، لعلهم يتفرغون، فيما بعد فض النزاعات، الى القيام بعملهم التشريعي والرقابي، وبقية المهام المناطة بعضو مجلس النواب المناوب.
كنت – لو ترشحت – سوف اطرح شعار: ( من اجل التحجيز بين النواب)، وتعني كلمة التحجيز ، الفصل بين المتقاتلين داخل المجلس خلال الإجتماعات، وهي عادة وطنية نيابية ، صارت عرفا والتزاما(اخلاقيا) من النواب ، لتقديم التشويق المجاني للمواطنين ، بلا مقابل.
بالطبع اعرف حجم المخاطر التي قد اتعرض لها، ف(الحجّاز) تناله الضربات من المتقاتلين جميعا، فلا شئ يأتي بسهولة ، لكنها تحولني الى حّلال مشاكل معترف به دوليا ، وربما اتحول الى وسيط دولي لهيئة الأمم المتحدة، اتنقل بكل رفاهية على الطائرات بين قيادات المتقاتلين في جنوب السودان الى سوريا الى ليبيا الى … الى الى حرف جر .
لا اخفيكم انني سوف استفيد محليا ، خلال فض النزاعات البرلمانية ، حيث سوف اقوم بتأمين الجاهات العشائرية ، وكفلاء العفا والوفا ومناقع الدم وفكاكي النشب والقشب ومتطلبات تبييض العرض ….وكل شئ بسعره ، فأنا لا اعمل بدون مقابل .
لا اخفيكم ايضا انني سوف افتتح شركة لتأمين الخيم الكبيرة والكراسي والسجاد، ناهيك عن الذبائح والمناسف ، وكافة متطلبات الصلحات العشائرية. لا بل انني سوف ادفع لبعض النواب لنبش نزاعات بين نواب آخرين، وأضم، هؤلاء النبّاشين،بصفة (محواس شر) الى شركتي ، بشكل سري طبعا، حتى أضمن دوام عملي ، ولا اتكل فقط على النزاعات العفوية ، التي قد لا تكفي لأحقق الملايين.
– معا للوصول الى قبة البرلمان الأردني
– انتخبوني…. والا فقدتموني .
ghishan@gmail.com
عن صحيفة “الوطن”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى