[review]
اعتاد فرعون أن يقف كل يوم أمام مرآة العجب ويسألها : اخبريني يا مرآة العجب هل سبقني إليها أحد من العجم أو العرب؟
فتجيب المرآة : لا أنت القاتل الذي ما أنغلب .
ذات يوم وبينما كان فرعون يهُم بالدخول إلى مرآة العجب شاهد البطل يدخل قبله إلى المرآة , فاختبأ خلف الباب يسترق السمع .
البطل رفع يديه إلى السماء
ثم شكر الله على نعمه وحمد
وأثنى عليه وسجد
وتلا قل هو الله أحد
والمعوذات وسورة المسد
والفاتحة والبلد
ودعا حتى بلل أسفل الجسد
وتعرق رأسه وارتعد
وراح يسأل مرآة العجب :
اخبريني يا مرآة العجب هل سبقني إليها أحد من العجم أو العرب؟
قد أفنيت الجسد تلو الجسد
وأزهقت أرواحاً بلا عدد
لم ارحم شيخاً ولا ولد
ولا طائراً في سماء البلد
ورضيعاً قد نبش التراب عن قطرة حليب فما وجد
والهم والخوف والعذاب والنكد
لم ينجوا منها أحد
قد فقأت العيون
واتخمت السجون
وزرعت الجنون
ونسفت الزيتون
ووأدت القانون
وسعيت في قومي كالطاعون
قربت الطاعن وأجهزت على المطعون
وبيوت أجبرتها على الرحيل
وقتيل بأمري قاتله قابيل
وأم تضم إليها هابيل
ساعة تتأمل السكين وساعة تنوح على دم يسيل
وأب من صلبه القاتل والقتيل
وعزيز قوم بعصاي اليوم صار ذليل
على شاشة التلفاز يبتسم عنوة وفي قلبه ألف عويل وعويل
الحال مستقر والأمن لا يفسده إلا نفر قليل
ولو نطق بغيرها ما وجد لأهله أثراً ولا سبيل
اخبريني يا مرآة العجب هل سبقني إليها أحد من العجم أو العرب؟
المرآة أجابت : لا يا ابن العرب
أنت سيد من قتل وسلب ونهب واغتصب
أنت البطل
أنت لا بعدك ولا قبلك في العجم والعرب
امض , ففرعون قد انغلب
فرعون تجمد وانذهل
وصاح : ويحك أيها القاتل الحنون
, أبعد كل هذه القرون
جئت تجرعني الجنون ؟
خرج قبل أن أسأله من منا الملعون ؟
أنا من أكون ؟
إن كنت أنا الفرعون
فهذا الخارج للتو من يكون ؟
ويُقال إن فرعون قد انتحر
بعد أن غُلب واندحر
وكسر مرآة العجب
لكنها ما زالت تهتف حتى الساعة: أنت البطل , أنت البطل .
