(شركات الطيران الأردنية) وسؤال عن ضعف الرقابة وخروقات لشروط الترخيص؟

عمان – محمد الدويري – يواجه قطاع الطيران في الاردن خطرا يتركز في سمعته وسلامته الجوية وسط تراجع مهنية هيئة الطيران المدني في العامين الاخرين حسبما تؤكد اوساط في القطاع قالت ان متنفذين اصبحوا ذوي سطوة على مواقع حساسة فيها.
ذات الاوساط تقول ان هيئة الطيران المدني لم تعد جهة رقابية ضابطة للقطاع تصحح الاخطاء بل باتت سلطة «متجبرة» على بعض شركات القطاع، ضعيفة الاداء في بعض مواقعها الحساسة ولا تتعامل بانصاف مع الشركات.
بيد ان رئيس مفوضي هيئة الطيران المدني محمد القرعان اكد لـ»الرأي» ان الهيئة تعمل بمهنية عالية ولا تنحاز لاحد دون غيره وقال «نحن على مسافة واحدة من الجميع ولا احدى يمنح تسهيلات الا ضمن القانون».

اصحاب ومدراء لشركات طيران محلية التقتهم «الرأي» للوقوف على مثل هذه الملاحظات، وجه جميعهم سيلا من الانتقادات لعمل الهيئة في الاونة الاخيرة وان قوانين تكيف في الهيئة حسب رغبة اشخاص، ولكن احدا من مدراء الشركات لم يقبل ان يذكر اسمه في هذا التقرير خشية من انتقام مسؤولين في الهيئة ومحاصرتهم في عملهم على حد تعبيرهم.. معتبرين انها تحولت من جهة رقابية تشريعية ضابطة للعمل الى سيف على رقاب العباد في القطاع، في وقت انفتحت فيه الاجواء في العالم ووقع الاردن اتفاقيات طيران شامل مع اوروبا لتعزيز حرية العمل وتنافسية الشركات المحلية علاوة على توسعة مطار الملكة علياء الدولي بمواصفات عالمية لتعزيز موقع الاردن كمركز للطيران التجاري في المنطقة.
ورغم ان القرعان اقر بوجود شوائب بسيطة في شركات معينة يتم العمل على تصويبها الا انه قال « نحن لا نخشى احدا ومتطلباتنا معروفة ولا نرخص لاحد الا ضمن القوانين المعلنة» وتابع « هناك بعض النقاط نحن غير راضين عنها ومعروفة لدينا والجميع يعمل على تصويبها».
تكررت ملاحظات منظمات وهيئات الطيران الاوروبية ازاء قطاع الطيران في الاردن وطلبت تصويب اوضاع بعض الشركات ومنعت اخرى من دخول الاجواء الاوروبية ووضعتها على قائمة سوداء لاول مرة بتاريخ المملكة في الوقت يثير خبراء طيران تساؤلات عن دور هيئة الطيران المدني في الرقابة والتفتيش والحفاظ على سمعة قطاع الطيران الاردني الذي كان يضرب به المثل في المحافل الدولية.
فالاتحاد الاوروبي سيرسل للمرة الاولى فريقا مطلع ايلول الى الاردن للقاء مسؤولي هيئة الطيران المدني لمناقشة تحفظات على بعض مسلكيات القطاع والتفتيش على شركات طيران محلية.
بيد ان القرعان قال ان هذا الفريق سيأتي بناء على طلب من الهيئة للوقوف على واقع قطاع الطيران الاردني الذي يعد من الرواد في المنطقة مؤكدا ان الطيران المدني في المملكة يعمل للمحافظة على اعلى درجات السلامة وقال « حتى لو وجدت اخطاء طفيفة فهذا امر طبيعي ويتم تصويبها فالكمال لله وحده».
ووصف القرعان الاوساط التي تهاجم الهيئة وتتهم موظفيها بالمحاباة بالمفلسة وقال « لا عمل فردي في الهيئة ومن لا يلبي المتطلبات لا نرخص له مهما كان الثمن».
وزير النقل الدكتور هاشم المساعيد اعرب في رده على استفسارات لـ»الرأي» عن عدم ارتياحه كثيرا ازاء قطاع الطيران الاردني وقال «يجب ترتيب العمل داخل الهيئة والمحافظة على سمعة الطيران الاردني الذي يعد واحدا من افضل القطاعات في المنطقة والعالم».وتابع « ساتحقق بنفسي للحصول على مزيد من المعلومات والتاكد منها لمعرفة مكامن الخلل وتصويبها»
الوزير المساعيد اكد ايضا ان الوزارة ستضع مزيدا من الاهتمام لقطاع الطيران في الايام المقبلة وقال «يهمنا ان يبقى هذا القطاع المهم والحيوي في مستوى مريح وجيد» مؤكدا في الوقت ذاته ان على كافة شركات الطيران في الاردن الالتزام بمواصفات وشروط الطيران.
مسؤول سابق متخصص في الطيران طلب عدم ذكر اسمه قال ان مهنية هيئة الطيران المدني في تراجع شديد ما تضع قطاع الطيران الاردني في خانة الخطر.
واضاف المسؤول الذي امضى 30 عاما في خدمة الطيران المدني ان على الادارة العليا في الهيئة ان تكون اكثر قوة لا تتاثر قراراتها بفئات متنفعة. وقال ضعف الادارة واستغلالها من قبل شركات في القطاع وموظفين داخل الهيئة يؤثر على قرارات خطيرة تعلق بسلامة وسمعة القطاع، مؤكدا انه تم تعديل القانون ليتكيف وفق مصالح جهات معينة مثل التعليمات الخاصة بترخيص شركات الشحن حيث الغي منها شرط «امتلاك طائرة» لدى الجهة التي ترغب بترخيص شركة طيران للشحن وذلك لدخول جهات في القطاع محسوبة على اطراف في الهيئة.
وتابع انه ثمة جهة داخل السلطة تعمل في موقع حساس جدا يتعلق بترخيص شركات الطيران غير سوية في العمل وتفضل مصالحها الشخصية على حساب مبادئ العمل ومهنيتها وهو الامر الذي اجمع عليه اصحاب شركات طيران حديثة المنشأ مرددين نفس الشكوى تجاه هيئة الطيران عموما ودائرة التفتيش على شركات الطيران خصوصا.
مدير شركة طيران شدد على عدم ذكر سمه قال ان اطراف داخل هيئة الطيران المدني باتت تعمل وفق اهوائها واهواء جهات مستفيدة في القطاع.
وقال ان القانون لا يسمح بترخيص شركة طيران للمسافرين الا بوجود طائرة مملوكة مؤكدا ان اجراءات ترخيص شركة رجال اعمال الى شركة طيران تجارية عارضة رغم عدم تلبيتها متطلبات الترخيص ضمن القانون.
واشار الى ان اطراف في الهيئة تلتف على القانون وستسمح بترخيص تلك الشركة رغم انها تمتلك طائرة صغيرة جدا تتسع فقط لخمسة ركاب وسعرها قد لا يتجاوز بضع عشرات الالاف من الدنانير.
وقال المستثمر انه في حال منح تراخيص لشركات لا تمتلك طائرات او تمتلك طائرات رجال اعمال صغيرة (ليست من جنس العمل الذي ستقوم فيه) فان ذلك يعني اضرار بالمستثمرين الحاليين اجبروا سابقا على شراء طائرات تجارية مكلفة الثمن وتابع « الاولى ان تحافظ الهيئة على المستثمرين الحاليين بدلا من محاصرتهم بالالتفاف على روح القانون.
وبين ان بقاء تراخيص لشركات طيران متعثرة لم تحقق المتطلبات يفتح سوق الطيران بدون ضوابط ما يؤثر على الشركات الناجحة اثبتت كفاءة في التشغيل وتوظف اعدادا لا بأس فيها من الموظفين.
مستثمر اخر في القطاع طلب عدم الكشف عن هويته شكا لـ»الرأي» ايضا من بعض الاجراءات المتبعة في الهيئة وقال ان الهيئة لا تتعامل بانصاف مع المستثمرين بالقطاع مؤكدا وجود خلل في مواقع حساسة داخل الهيئة عانى الكثير من المستثمرين من سطوتها وتشرذمها بالعمل.
وكانت منظمة السلامة الاوروبية طلبت قبل بضعة شهور من هيئة الطيران المدني ضرورة ان تصوب 7 شركات طيران اردنية اوضاعها وتصحح مخالفات تتعلق بالسلامة الجوية وهو ما عقب عليه رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن محمد القرعان الذي اعلن في تصريحات سابقة ان الهيئة تدرس الملاحظات التي أبدتها منظمة السلامة الجوية الاوروبية على سبع شركات طيران أردنية لتصويبها والعمل بمقتضاها رغم انه ذكر انها بسيطة جدا لا تؤثر على سلامة الطيران وذهب على رأس وفد اردني مكون من خبراء ومدراء شركات طيران الى اوروبا والتقى مسؤولين هناك وشرح واقع قطاع الطيران وتوضيح موقف الأردن من موضوع السلامة الجوية مؤكدا انذاك أن الملاحظات مهما كانت بسيطة فان الهيئة تدرسها بجدية وتعمل على تصويبها ونحن لا نتهاون إطلاقا في مسألة السلامة الجوية لافتا في الوقت ذاته الى ان الاردن يعتبر من أفضل الدول من حيث الإلتزام بمعايير السلامة الجوية وفق متطلبات منظمة الطيران المدني الدولية.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى