الفعل أمريكي ليس له ردة فعل / حمزة اسماعيل

الفعل أمريكي ليس له ردة فعل

” لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه، تعملان على نفس الخط وتؤثران على جسمين مختلفين ”

قانون نيوتن الثالث هو أحد قوانين الحركة التي وضعها إسحاق نيوتن ولكن وبعد إعلان دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الشهر الحالي بأن القدس هي عاصمة إسرائيل أثبت العرب فشل هذا القانون عمليا بالحجة والبرهان.

فإذا كنا غير قادرين على إثبات قانون في مادة الفيزياء كيف نستطيع أن نثبت أن ما تعلمناه من دروس التربية الوطنية خلال سنوات طوال عن التضحية والفداء والبطولة وما كرسته في أنفسنا من أنفة وشموخ لم يكن محض شعارات وعناوين فضفاضة لمضمون فارغ.

مقالات ذات صلة

وأين هو الأثر الذي تركته بنا والذي من شأنه إيجاد مجتمع عربي متماسك يؤمن بقضيته ويضحي بالغالي والنفيس من أجل كرامته ولا يتسول الرحمة والخضوع كالذباب من على الموائد السياسية الصهيو أمريكية إذا كنا غير قادرين على إثبات قانون الحركة ونحطم القيود التي أدمت أفواهنا ومعاصمنا .. والتي وضعتها حكوماتنا العربية.

فكيف نكتبُ والأقفالُ في فمنا
وكل ثانيةٍ يأتيكَ سفاحُ
“نزار قباني”

أتذكر جيدا عندما كنت في المرحلة الإعدادية حينها وقف الأستاذ سليم زيتون معلم التربية الوطنية أمامنا ونحن في حالة إصغاء وهدوء شديدين كما الأمة العربية عليه الآن وقال لنا يا أبنائي :
نحن جيل انقضى زمنه ولم يعد بوسعنا فعل أي شيء تجاه القضية القومية العربية (القضية الفلسطينية)
انتبهوا يا أبنائي إذا ما حاول العدو خلق القضايا الجانبية في المنطقة ليشتت انتباهكم عن القضية الجوهرية
أنتم الجيل الذي نعول عليه في المستقبل أتعلمون ماذا قال عنكم نزار قباني

أكتب للصغار .. للعرب الصغار حيث يوجدون
لهم على اختلاف اللون .. والأعمار .. والعيون
أكتب للذين سوف يولدون
لهم أنا أكتب للصغار .. لأعين يركض في أحداقها النهار

فلا تتنازلوا عن شبر واحد ولا عن ذرة تراب من أرض فلسطين العربية .. فلسطين عربية والقدس عربية
ازرعوا هذه البذرة في قلوب أبنائكم وأبناء أبنائكم
أنتم من سيحقق النجاح الذي فشلنا نحن في تحقيقه.

اليوم وبعد مضي أكثر من خمسة عشر عاما أود أن ألتقي بالأستاذ سليم زيتون مجددا لأقول له أننا كنا أكثر فشلا منكم وعما قريب سيرث أبناؤنا ما أورثتمونا إياه وسيكون للذكر مثل حظ الأنثيين من الخيبة .

في الحقيقة يا أستاذ سليم كان يكفي نيوتن أن تسقط على رأسه حبة تفاح واحدة حتى يكتشف القوانين الفيزيائية
ولكننا لم نكتشف أبدا أننا أمة لا تستحق الوجود رغم ما سقط على رؤوسنا من صواريخ ورغم ما أهالوه علينا من قاذورات بل ازددنا جاذبية تجاه من يتاجر بدمائنا وأعراضنا في مختلف البقاع ويسلبنا أراضينا ليلفظنا على الأرصفة كاللقطاء ..

يا أستاذ سليم عندما خرجت المسيرات المحتجة وتركت الشعوب همومها وراء ظهرها من فقر وظلم فلا هم أكبر من هم فلسطين والقدس خرج بعض السفراء العرب في الوقت ذاته ليحذروا رعاياهم من الإشتراك وأن يبقوا آمنين في فراشهم تحت الأغطية .. وحثوهم على التصدي لمذيعة أردنية عبر الهاشتاغات لأنها تضامنت مع فلسطين .. أو ربما لأنها وضعت يدها على الجرح.

تذكرت وأنا أتابع هذه الحرب الضروس عبر الهاشتاغات ما قاله عادل الإمام لعاشقين يتبادلان القبل داخل سيارة مركونة جانب الطريق في فيلم حنفي الأبهة عندما كان يتشاجر مع العصابة واحتاج إلى سيارة حتى يتسنى له اللحاق بهم والانتقام منهم (الدنيا قايمه قاعده وانتو هنا بتعملو ايه)

يقول أبو الطيب المتنبي :
منْ يهُنْ يسهُل الهوانُ عليهِ
ما لجُرحٍ بميِّتٍ إيلامُ

فلو كان المعتوه ترامب يعلم أننا أحياء بما يكفي ونملك ردة الفعل التي تنص عليها قوانين الشرف والكرامة لما تجرأ على إهداء قبلتنا الأولى للكيان الصهيوني .

لو كان يعلم أننا سنطرد سفراءهم ونقطع كل التعاملات التجارية معهم وأن جذوة الدم لا تنطفئ إلا بالدم
لما فكر بأن يهدي الصهاينة أرضنا .. التي هي ليست ملكه

هناك مقولة مشهورة أورثونا إياها أجدادنا العرب (الأرض مثل العرض)

فهل سنتحرك إذا ما أهدى دونالد ترامب نساءنا كسبايا إلى الصهياينة ؟
أم كما جرت العادة سنعرب عن أسفنا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى