” فاليرا ” / د . يزن مطارنة

” فاليرا ”
من جزيرة سيبيريا
من هناك..حيث لا شئ يرى الا فاليرا
انثى الجمت كل اقلام التلوين
ملساء الحديث علي ذراعها الايمن
وشمت “فاليرا”..
فسألتها اتعلمين جمال قزوين..؟
فأجابتني بتمر نحرها
كما النخلة تداعب بالصحراء عابرها
وانا بالضفة الاخرى ..
ثائر بدمي بشراييني ..أمرّنُ لساني على لغتها
أتهجئ.. كيف اقول لها فاليرا..!؟
وصفارات الانذار ما زالت تدوي في قاع جمجمتي
وانا مذهول مازلت في زاويتي..
فألا استسلمت يا عقلي ..
فهي قبل الحديث ..احتلتني كاملا
وسكنت بين النبض والعين
وأعادت كريات دمي الي بدء التكوين
فشعرك المنسدل خطأً ..
عندي اجمل من اي تصفيف
فصباحك الجميل افتقده هنا
هنا.. في مدينة بلا وجوه بلا ضمائر بلا أنين
وماء المسبح ..أتذكريِّنَه..؟؟
قد راح منتحرا بعد ان غادره جمالك الابيض
فاليرا يا وجهك الروسي
يا انتفاضة الالوان في قزحية العينين
يا طفلة أحببتها بعمر العشرين..

صديقتي..
لا تلومينني إن كنت شارد الذهن
لايامٍ او لأشهرٍ او علي مدار السنيين
فاتركيني ارتب الايام..
لعل رحيق الصدفة يصيب دوران الساعة ..
فأراها من جديد..
ولا تكثري نصحي..ولا تقرأي عليّ تاريخي..
صديقتي ..
اتركيني الان في سكرتها
بين يديها حول قدميها علي كتفيها
كالعصفور أراح جناحه للابد..
كاللاشئ حين يجد له تعريف..
فهي فاليرا..
نهاية أيّ رسمٍ لأيّ جمالٍ منتظرْ..
فاليرا..اسمحيلي بالكذب..
فأنا لا اتقن سواه ..
اسمحيلي بالنفاق والخداع بلا سبب
اسمحيلي بان ازور تاريخي
فتاريخي كله خيانات وعهر وهربْ
فيا اجنبية القوام..حضورك الأن هو العجب
فاليرا ..يا اصدق اللحظات واجمل الرؤى
اتسمحي لي بان احبك في الساعة الف عام..
فأمامك فقط ..عرفت ان البكاء فلسفةٌ وفكرةْ
والاصغاء لك ..جائزةٌ وهجرةْ
وأن الانوثة لا تختزلُ بجسدٍ وقبلةْ..
فاليرا ..امامك ماعابني شئٌ الا أني عربي..!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى