تزييف الواقع : مسلسل (دومينو) مثالاً / كامل نصيرات

في السنوات الأخيرة ؛ كلّما شاهدت مسلسلاً مليئاً بالخراب ؛ يطلّ عليك صانعوه بمقولتهم الشهيرة : الواقع هيك ..! وكنّا نبلعها لأننا لا نملك من الأمر شيئاً ..أقف اليوم عند مسلسل سوري ضخم ؛ أجبرني بطله (بسّام كوسا) على متابعته لأنني أثق بموهبة هذا العملاق الفني ..ولكنه خذلني هذه المرّة (وهذا رأي شخصي محض) ..فبسام لم يكن هو ..مشاهد مسلوقة سلقاً ..أوفرة في الصراخ ..ومع ذلك ليس هنا قصتي فلعلها (السبوبة) هي التي تدفع نجماً كبيراً لهذه الكبوة ..
ما يهمني هو الملاحظات التالية ..على مسلسل اسمه (دومينو) :
قصة المسلسل تحكي عن ناس فوق فوق ..لا دخل لنا بهم ..يعيشون حياتهم على اعصابهم لكميّة المؤامرات التي يحيكونها ..و القصة أصلا لا تعني ولا ترتبط بأي أحد منّا.
كميّة الدعارة المجانية في المسلسل ..بطلات المسلسل كل واحدة ساكنة لحالها وبأي لحظة تذهب إلى أحد أبطال المسلسل الذين يسكنون كل واحد لحاله أيضاً ..أو هم يذهبون إليهن ..
كميّة مشاهد التدخين المقصود والمبالغ فيه ..فلا يكاد يخلو مشهد دون تدخين ..
نصف من في المسلسل (يسكرون) و حضور الخمر عادي جداً جداً..بطريقة ليست حقيقية.
كل أبطال المسلسل (البطولة الأولى) داعرون ..لم يسلم منها أحد..
الطبيبة تسكر ..الصحفية تحشش و تسكر..رئيس التحرير مرتشي..
الغريب أن المحققين الأمنيين السوريين في المسلسل في غاية التهذيب ..و لا يوجد تعذيب ولا حتى مسبّة ..
رغم أن المسلسل مبني على التشويق و الغموض و الاثارة و نجح في ذلك..إلا إن النص مصاب بالثغرات الواضحة
في النهاية ..ليس هذا هو الواقع السوري ..فسوريّة الآن ليست الفلل الفخيمة ولا جرائم القتل في المجتمع المخملي ..كلنا نعرف ما سورية الآن ..أمّا أن يتم تجميع كل شواذ الاشخاص في المجتمع السوري وحشرهم في مسلسل واحد ليعبر عن واقع سوريّة ..فهذا تزييف واضح و تدعير لمجتمع ما زال أبناؤه يموتون بالعشرات يوميّاً من أجل الحفاظ على طهارتهم ..
تحيّا سورية النظيفة ..ولتسقط دراما تزييف الواقع كي يصبح التزييف واقعاً ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى