شتائم ضد الأردن وتمزيق قمصان.. تفاصيل توقيف شفيع في الكويت

أكد نائب رئيس نادي الوحدات الأردني طارق خوري ان (إهانة) من الوزن الثقيل وجهت للأردن ولقيادته من قبل أحد ضباط الأمن الكويتين في مطار الكويت أثناء مغادرة فريق نادي الوحدات للكويت.

وأثارت ملاسنة حادة بين أعضاء في وفد فريق الوحدات الأردني ونخبة من رجال الأمن في مطار الكويت عاصفة من الجدل في البلدين طوال ال 24 ساعة الماضية.

وإنتهت هذه الملاسنة بالتحفظ على حارس مرمى فريق الوحدات وهو أيضا حارس مرمى المنتخب الوطني الأردني عامر شفيع الذي منع لاحقا من مغادرة الكويت مع فريقه وبقاءه لليوم التالي مع إثنين من الإداريين بعد رفض أمن المطار التأشير على جواز سفره بختم المغادرة.

وتدخلت شخصيات بارزة لمعالجة الإشكال الذي تطور بعد (إهانة) بروتوكولية للفريق الأردني حيث تدخل بالأمر الأمير علي بن الحسين ونخبة من أمراء الكويت قبل تمكين الحارس عامر شفيع من العودة لبلاده متأخرا في اليوم التالي.

وبدأت القصة وفقا لرواية طارق خوري الذي تواجد في المكان وشارك فريقه في الرحلة إلى الكويت عندما لاحظ الكابتن عامر شفيع بأن موظف الكاونتر الأمني في الكويت يماطل في ختم وثيقته ويطالب جميع أعضاء الفريق بالتجمع والإصطفاف مجددا أمامه.

لحظتها خاطب اللاعب شفيع ضابط الأمن الكويتي قائلا: يارجل نحن ضيوفكم .. وأنتم أخوة لنا لماذا تأخروننا؟.

ردة فعل الشرطي الكويتي كانت صاعقة ومفاجئة بالنسبة لحارس مرمى المنتخب الوطني فقد وجه الرجل عبارة ساخرة جدا وبذيئة ضد الأردنيين ومن قيادتهم, الأمر الذي إعتبره شفيع إهانة غير مقبولة ولا يمكن تجاهلها.

احتج شفيع على الإهانة بصوت مرتفع قليلا وقال للشرطي الكويتي: عليك أن تخجل من نفسك على إستعمال لغة بهذا المستوى.

.. عندها إنفعل الشرطي الكويتي وترك مقعده خلف الكاونتر وإتجه نحو شفيع في محاولة لضربه والإعتداء عليه فدافع الأخير عن نفسه دون أن يعتدي على الشرطي الكويتي كما قال خوري لـ صحيفة القدس العربي اللندنية .

وبعد تفكيك الإشتباك الجسدي وتجمع رجال أمن وإداريين من فريق الوحدات تم إحتجاز شفيع في مكتب العميد المسئول عن الأمن في مطار الكويت والذي رفض بدوره السماح للحارس شفيع بمغادرة المطار بحجة أنه أهان رجل أمن كويتي وأن الأخير تقدم بشكوى رسمية ضده.

لاحقا قدم شفيع بنصيحة من خوري شكوى مضادة على رجل الأمن الكويتي فيما تجادل خوري وهو عضو سابق في البرلمان الأردني مع العميد الكويتي وحصل بينهما حوار حول المشكلة.

وفي إحدى لحظات الحوار أبلغ خوري العميد الكويتي بأن أعضاء الفريق لن يغادروا بدون زميلهم شفيع فألمح الأخير لإنه يقترح على الللاعبين الشكوى في عمان لدى السفارة الكويتية.

عندها رد خوري قائلا: نحن لا نمزح إذا لم تحل المسألة ستجد أمام سفارة بلادك في عمان ما لايقل عن 20 ألف أردني يتظاهرون.

بطبيعة الحال رفض العميد الكويتي التساهل في القضية وإحتوائها فيما تم منع السفير الأردني في الكويت من الدخول لمكتب العميد في محاولة للتوسط في القضية قبل أن تبدأ الإتصالات بين عمان والكويت فينتهي الأمر بالخضوع لأمر الأمن الكويتي وبقاء شفيع في الكويت لليلة واحدة مع أحد إداريي الفريق على أن يغادر بقية أفراد طاقم الوحدات بحجة وجود شكوى في المركز الأمني من الشرطي ضد شفيع لابد من التحقيق فيها.

وهذا ما حصل فعلا قبل ان يقضي شفيع ليلته الأخيرة في أحد فنادق الكويت بضيافة فريق نادي الكويت ثم يعود إلى بلاده صباح اليوم التالي.

وأكد خوري بأن اللاعب شفيع ليس متهما ولم يخطيء إطلاقا وإن كان قد إحتد بعد الإهانة التي وجهت لشعبه وبلاده مشيرا لإن الحادث معزولة في سياق الأمن الكويتي ولإن فريق نادي الكويت المستضيف تعامل بإحترام شديد من البداية مع ضيفه فريق الوحدات.

وحسب خوري حاول الأمن الكويتي الإعتداء على شفيع وقاموا بتمزيق قميصه فيما كان يحاول إبلاغهم بأنه رجل عسكري مثلهم وزميل لهم.

ويعترض خوري على آلية الوساطات التي تعاملت مع الموضوع بطريقة مخجلة وكأن اللاعب شفيع هو المخطيء.

ويعتبر اللاعب عامر شفيع من أفضل اللاعبين في بطولة أمم آسيا لدورتين في عام 2004 و 2011 ويلقب في الإعلام بـ(حوت آسيا).

وعاد شفيع الخميس إلى بلاده على متن طائرة برحلة صباحية وكان فريق الوحدات في زيارة رياضية إلتقى خلالها فريق نادي الكويت ضمن مباريات ذهاب دور الثمانية في كأس الإتحاد الآسيوي.

وإنتهت هذه المباراة بالتعادل السلبي وتألق خلالها الحارس عامر شفيع الذي حرم الفريق الكويتي من عدة فرص سانحة لتسجيل ولو هدف واحد.

وإعتبرت صحافة الكويت الرياضية الحارس شفيع السبب الوحيد الذي منع فريق الكويت من الفوز بالمباراة.

ويبدو أن الروح الرياضية لم تكن مكتملة تماما حسب أحد أعضاء فريق إدارة الوحدات عند بعض مشجعي النادي الكويتي الذين تقصدوا التعامل مع شفيع خلال ترتيبات مغادرة الكويت بخشونة واضحة في الكلام والتصرف عقابا فيما يبدو للحارس الدولي الشهير على تألقه في المباراة.

وحسب شروحات وضعت في تقارير سريعة علمت بها ‘القدس العربي’ تصرف الأمن الكويتي بخشونة عموما مع فريق الوحدات عندما رفض إستلام جوازات سفر لاعبي وإداريي الفريق بالطريقة المعتادة وعبر إدارة العلاقات العامة في نادي الكويت المستضيف.

وأصر ظابط آمني كويتي على ان يقف جميع أعضاء فريق الوحدات على الكاونتر المخصص لختم المغادرة رافضا تمرير معاملة الخروج بطريقة جماعية كما يحصل بالعادة مع الفرق الرياضية.

ويبدو أن الحارس الدولي المعروف بعصبيته لم يمرر (الإهانة البروتوكولية) الكويتية في المطار فإعترض عليها لكن بطريقة طبيعية ومؤدبة حسب طارق خوري, الأمر الذي إنتهى بدفعه وإحتجازه من قبل خمسة رجال أمن في المطار وتحرير محضر ضده للتمكن من إحتجازه.

ف . ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى