مجزرة بحق مرضى السرطان / حازم صياحين

مجزرة بحق مرضى السرطان
كتب : حازم الصياحين

حين ينزل مرضى السرطان الى الشارع للاعتصام امام رئاسة الوزراء للاحتجاج على قرار حكومي جائر يتعلق بمسالة بقاء او موت فان ذلك يعني الكثير ففيه مذلة واهانة لمرضى يطالبون باخر ما تبقى لهم من امل بعد ان استشعروا بخطر قادم لكن حتى الامل اصبح بمهب الريح في زمن تحاصر الاردنيين من كل حد وصوب.

القرار سيزيد من الالام والاوجاع والمعاناة فمن يصدق ان المريض يلهث وحده بحثا عن علاج افضل و لا يجد نصير له فالحكومة تخلت عنه وفق سياسة ممنهجة تشي للاخر “دبر حالك” فحتى الداء لم يسلم من ايادي حكومة ملطخة بقرارات سوداء.
نجد في هذه المشهدية تخلي هؤلاء عن الصراع مع المرض الخبيث لينتقلوا الى مرحلة صراع اخرى تضاف لآهاتهم فهم الان في سجال ومقارعة مع حكومة لا ترحم احد ولا تنظر بعين الشفقة والعطف لكائن من كان.

هل تركت الحكومة كل المصائب المبتلى بها وطننا العزيز من فساد وسرقات وترهل اداري في ظل غياب محاسبة حقيقة لمن نهب المال العام فالالاف من القضايا في ديواني مكافحة الفساد والمحاسبة ينتظر الاردنيون مصيرها فلم تجد الحكومة سوى المرض الخبيث لكي تعبث به لا سامحها الله.

مقالات ذات صلة

الحكومة التفتت للاضعف والمصاب بالهوان وهنا مربط الفرس فمن يتجرع مرارة الكيماوي لا يحس به احد سوى المريض نفسه لكن الحكومة تستقوي على الضعفاء وتركت اقوياء اخرين سرقوا مقدرات الوطن فمن قضية وليد الكردي الى عطاءات اخرى مشبوهة محالة للفساد بالملايين وسط غياب محاسبة جادة تشفي قلوب الاردنيين .
فبدلا من تامين العلاج والراحة والعناية لهذه الفئة هاهي حكومة التازيم تزيد البلاء فالرغبة والنوايا واضحة وفيها تهديد لمستقبل كل مصاب جديد فالانسحاب الحكومي التدريجي من الواجبات والمسؤوليات تجاه حق الناس في الصحة لا يبشر بخير فالى اين سيتجه مريض السرطان الجديد ومن سيلتفت له ام انه على راي صديق لي زوجته مصابة بالسرطان ان الحكومة تتركنا نواجه الموت بلا رحمة .

وزير الاعلام الدكتور محمد المومني قال ان المرضى الذين بدأوا بتلقي العلاج سيستمرون في علاجهم في مركز الحسين، اما الحالات الجديدة فستعرض على لجان طبية هي التي تقرر مكان العلاج.
بالتمعن للتصريحات الحكومية الصادرة من رئيس الوزراء هاني الملقي ووزير الصحة الدكتور محمود الشياب ووزير الاعلام الدكتور محمد المومني نجد ان هنالك استهداف قادم لمرضى السرطان فالمصاب الجديد ستحل عليه الف لعنة وسيعيش مع صراعات لن تنتهي حتى يكتب الله امرا مقضيا فسيراجع اللجان وذات اللجان ستنسب له بالعلاج باحدى المستشفيات الحكومية وسيبحث هنا وهناك املا بتحويله للحسين للسرطان باعتبار الاخير متخصص بعلاج المرض بما يضمه من اجهزة ومختبرات وكفاءات واطباء وتحاليل متقدمة جدا فمن يوقف اهات واوجاع الاردنيين.

اذا ما الغاية من ذلك كل فهل مرضى السرطان بحاجة لقرارات تخفف من اوجاعهم ام سيجدون انفسهم تحت فك الحكومة التي تنهش بهم وتعطيهم جرعات من المصائب بدلا من جرعات امل ستصبح مستحيلة وسيحرم منها كل اردني سيصاب بالمرض مع قادم الايام فالقرار الحكومي واضح ولا لبس فيه فالمرضى الحاليين مستمرون بالعلاج اما اي مريض جديد له الله.

الملقي نفسه عاد من امريكا لتلقي علاجه بمركز الحسين للسرطان ولماذا لم يختار مستشفى البشير او حمزة كوجهه لاستكمال تشخصيه وعلاجه وهنا باعتقادي الجواب واضح كالشمس والملقي نفسه يدرك ويؤمن ان الحسين للسرطان فيه امان للداء والبلاء .
احسسنا بالملقي حين بث نبأ اصابته بالمرض الخبيث ولكن الملقي لا يحس بنا ولا بآهات الاردنيين الذين اصبحوا يصارعون الموت وينتظرونه بفارغ الصبر فالموت اضحى ارحم واخف عندما لا يجد المريض فرصة عادلة لعلاجه ودوائه على ارضه.
حين عاد جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال للاردن بعد خضوعه لعلاج بامريكا من مرض السرطان اعلن عبر شاشة التلفزيون الاردني عن حملة تبرعات ضخمة لبناء وتشييد مركز الحسين للسرطان ليستقبل الاردنيين وتعطى لهم فرصة حياة وأمل جديدة بتوفير العلاج لهم من المرض القاتل فكان ما كان وبنى الاردنيين المركز باموالهم وتبرعاتهم لكن وقف علاج الاردنييين بالمركز هو سرقة لاموال الاردنيين ومجزرة بحقنا جميعنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى