مبادرات وميادين
قبل أسابيع حذر صندوق النقد الدولي الحكومة الأردنية من مصروفاتها الباذحة, والتي تبدد المساعدات الممنوحة لها.
هذا التحذير لم يلقى أذانا صاغية من قبل المسؤولين, والذين يصرون على إنتاج مبادرات لا تخاطب المواطنين مباشرة, للاستفادة منها.
هؤلاء كما مزارع جائع يزرع التفاح بدلا عن القمح !
قبل أيام مثلا تم افتتاح ميدان الشهيد هزاع المجالي من قبل بلدية الزرقاء ! مع أن المحافظة كما البلد تعتمد على المساعدات, نتيجة حمل الدين العظيم الواقع على كاهلها. سيما وأنها بلديات خدماتية, لا إنتاجية.
فهل الزرقاء بحاجة فعلية لهذا الميدان ؟
أيهما أولى, الاهتمام ببناء وترميم مدارس المحافظة, أم ميدان يصرف عليه مئات الآلاف من الدنانير ؟
أيهما أفضل زيادة جرعة الرقابة والتفتيش على الاسواق, وإعادة تأهيل الكوادر لهذه المهمة, أم الميدان؟
أيهما أهم زيادة جولات النظافة في شوارع وأسواق المحافظة أم الميدان؟
المواطن في الزرقاء لا يحتاج ميادين, إنما مصانع ومؤسسات انتاجية, تشغيل المواطنين, وتقلل من نسب البطالة, خصوصا في قطاع الشباب, لزيادة منسوب الأمل في غد أفضل.
ما القيمة المضافة التي تم جنيها, من إنشاء ميدان برقم فلكي, هل هو تخليد لذكرى رجل خدم البلد, فاعتلى, في سبيله شهيدا !
لو قدر لهزاع أو وصفي الاطلاع على انجازتتكم, لضحك, كثيرا, من سذاجتها , والقائمين عليها, سيما وانكم, تستعرضون, في افعالكم, كما اقوالكم, مع الابتعاد عن انتاج, شيء حقيقي يخدم الناس, ويساعدها.
ما ينطبق على الميادين, ينطبق وان بدرجة أقل على السيل العرم من المبادرات, التي تظهر بين لحظة واخرى, لكنها لا تحمل في قلبها بذور الصمود, أكثر من أسبوع أو شهر, لتحقيق أهدافها التي وجدت من اجلها, دون الاعتماد على أساليب الاستعراض الاعلامي.
في جرش قبل سنوات, افتتح ميدان وحديقة بالقرب من منطقة باب عمان.
الحديقة تحولت إلى مرتع للهمل, ومكان لإنتاج المشاكل, وحمام كبير للمارة, و للخيول !
باتت المكان مكرهة صحية, لا قيمة لوجودها.
المشروع كلف الدولة مئات الآلاف من الدنانير, إلا أنه لم يؤدي هدفه, هذا ان كان هناك هدف اصلا..
الخلاصة: ثمة أزمة أولويات حقيقية تغيب عن عقلية المسؤولين و القائمين على المشاريع, أزمة تمتد لتشمل كافة مناطق المملكة, لكنها مميزة في الزرقاء بشكل ملفت للنظر !
#خالدعياصرة
