مبلغ معقول.. بدون نكهة سياسية / عمر عياصرة

مبلغ معقول .. بدون نكهة سياسية

من يدقق بما جرى في اجتماع مكة يشعر أن النتيجة كانت دعما ماليا غير غارق في الأبعاد السياسية، وهناك كثير من الإشارات تدل على هذه المعادلة.
فمن جهة كان حجم المبلغ، 2,5 مليار دولار وطبيعة تقسيمه وتوزيعاته، تدل بوضوح على انه رقم ليس بالكبير، وليس بالسيئ، لكنه مجرد خال من المطالبات السياسية. وهنا أميل شخصيا إلى القول إن الدول التي قررت الاجتماع بالملك كانت قد قررت مسبقا عدم ربط المساعدات بالمواقف السياسية، بل هي أعادت الاعتبار لقيمة الأردن الجيوسياسية وحقه في ذلك.
ومن المؤشرات ذات القيمة، غياب ولي عهد دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد عن الاجتماع رغم الإعلان عن حضوره واستبداله بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
تلك إشارة واضحة على أن الطرف الإماراتي كان ماليا، حميميا “نسيب الأردن”، بعيدا عن الإشكالات السياسية، وهنا تتأكد الرغبة بالمساعدة المجردة.
المهم، أن القمة، تعاملت مع الأردن، كدولة مهمة، لا يمكن تركها تواجه وحدها أزماتها الاقتصادية، ولعلي أرجح أن ثمة قناعة في الخليج بضرورة إعادة تموضع الضغوطات على الأردن.
أيضا يسجل للكويت أنها استجابت بسرعة للظرف الاقتصادي الأردني بعد انطلاق الاحتجاجات، وهذا جعل الرياض تتحرك وتحتوى الاستجابة الكويتية تحت عباءتها.
في المحصلة، سيكون هناك مساعدات معقولة تساند الدولة في أزمتها، وهناك أيضا تراجع في الضغوط علينا، واعتقد أن كل ذلك يسجل لمرونة الدولة في التعامل مع الاحتجاجات، وللاحتجاجات أيضا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المهم المساعده نقدا او سداد للبنك الدولي فاذا كانت نقدا فليهنا لصوص البلد ولن يستفيد الشعب منها

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى