متزوجات … الدور التنافسي تحت الظلم والغرايبة “الولد يتبع نسب أبيه”

كتبت … ريم محمد عقلة العفيف

طالب ديوان الخدمة المدنية في الآونة الأخيرة بتعديل البيانات الشخصية وفقا لبطاقة الهوية المدنية، حيث أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بدائرة الأحوال المدنية والجوازات وبناء على ذلك يتم تعديل المعلومات بشكل تلقائي ، وعلى هذا الأساس أصبح هناك تلاعب وتغيير كبير في الدور التنافسي للفتيات اللاتي انتقلن من مرحلة العزوبية الى مرحلة الزواج ، وكثيرا ممن اقترب توظيفهن أصبح توظيفهن بعيد المنال .. حيث لم يلتفت الديوان إلى انه سيغير مصير الكثيرات اللاتي ينتظرن دورهن التنافسي بفارغ من الصبر، خصوصا الخريجات اللاتي تزوجن ,, حيث أنه بعد عقد الزواج وللحصول على دفتر العائلة يتم تغيير الهوية الشخصية للمرأة لتتبع مكان إقامة الزوج دون مكان إقامتها الأصلي ،وقد جاء هذا القرار وفقا لتوضيحات دائرة الخدمة المدنية بحجة التنظيم وسهولة الوصول الى المعلومة في حين وصفه البعض بالقرار المجحف بحق هؤلاء المتزوجات ..
فالكثير ممن ولدوا في الزرقاء يعيشون في اربد وممن ولدوا في اربد يسكنون في جرش
سواء كان هذا متعلقا بالذكور أو الإناث ، إلا أن ديوان الخدمة لم يأخذ تلك الأمور بعين الاعتبار
تقول سلوى خريجة عام 2012ان زوجها من مواليد اربد / وهي من مواليد محافظة الكرك وتسكن في الزرقاء كان دورها على محافظة الكرك 2 ولكن عند صدور القرار أصبح رقمها على الدور التنافسي بالمئات على محافظة اربد وفقا لمكان إقامة الزوج الموجود في الهوية
وتسأل هل يعقل ان يترك زوجها المدينة التي يكسب رزقه من ورائها ويذهب ليسكن في المكان الذي ولدت فيه من أجل إبقاء دورها على حاله مؤكدة أن هذه الخطوة التي أقدم عليها ديوان الخدمة ليس الهدف منها إلا وضع العثرات في طريقها
فيما اعتبرت عبير خريجة عام 2010 أن هذا القرار ساعدها في الحصول على وظيفة بشكل سريع ومباشر حيث غير دورها من 270 على محافظتها البلقاء الى الرقم واحد وفقا لمكان إقامة زوجهاالطفيلة دون ان تنكر أنها من الممكن ان تكون أخذت دور غيرها
فكيف يكون ذلك
وطالبت كل من سلمى خريجة علوم سياسية عام 2009 من جامعة اليرموك وصديقتها أنعام خريجة تربية رياضية عام 2008 جامعة اليرموك ديوان الخدمة المدنية بالرجوع عن هذا القرار الذي أخر ترتيبهما في الدور التنافسي مما سيجعلهما تنتظران سنوات عديدة أخرى

أين الدكتور خلف هميسات من الظلم الواقع على الخريجات نتيجة هذا القرار الذي مس شريحة كبيرة من الخريجات وجعل من دور الأولى فيهن الأخير ومن دور الأخيرة الأول…

وفي اتصال مع ديوان الخدمة المدنية قال الناطق الاعلامي الاستاذ خالد غرايبة أن ديوان الخدمة المدنية ديوان له قوانين وأنظمة يجب ان تحترم من قبل الجميع وأن هذا الأمر تنظيمي وضروري ولا بد من أن يطبق على الجميع مشيدا بالدور الي يبذله رئيس ديوان الخدمة ومؤكدا على صحة القرارات التي يصدرها الديوان رغم كل الشكاوى الواردة بهذا الخصوص.
وأشار غرايبة إلى أنه من الطبيعي أن يحصل تغيير في الأدوار فالمرأه تتبع مكان إقامة الزوج والولد ينتسب لأبيه موضحا أن المتزوجه التي كان رقمها 10 وهي عزباء إما أن يتقدم دورها أو يتأخر وهذا هو الإجراء الطبيعي مبديا نزاهة ديوان الخدمة بهذا الخصوص
تحايل على القانون
وقال غرايبه أن المتزوجات بإمكانهن الرجوع الى دورهن وذلك بالعودة والسكن في مكان مسقط الرأس من خلال مجموعة من الإجراءات حيث يحصلن على عقد إيجار يتم تقديمه إلى ديوان الخدمة ويقوم الديوان بالتعاون مع البلدية والأجهزة الأمنية بالكشف الحسي للتاكد من صحة ذلك.
يا ترى هل من المنطقي أن تترك العائلة مكان إقامتها وتعود الى مكان مسقط رأس الأم من أجل إعادة الدور على الترتيب التنافسي
حيث قالت نهاد متزوجة منذ عامين وهي من مواليد 1984 أن دورها التنافسي كان في مرحلة متقدمة جدا وأصبح متأخر مؤكدة على أن هدف ديوان الخدمة من هذا القرار ما هو إلا تعطيل مصلحة وعقبة في طريق النزاهة وبعيد كل البعد عن التنظيم ولا بد من أنه يخدم مصالح معينة.
يا ترى .. هل من قرارت جديدة أخرى ياديوان الخدمة ستكون في مصلحة التنظيم والصواب وإحقاق الحق
هل سيتراجع ديوان الخدمة عن هذا القرار اسئلة كثيرة وتحتاج إلى إجابات واضحة من كل فرد مسؤول على هذا الوطن
مصير بنات وأبناء الوطن سيؤول الى أين ..؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى