ما نحن الا جنائز مؤجلة

ما نحن الا #جنائز #مؤجلة

نور الجابري

أنا و إن تأخرت قليلاً
سـِ أكون قد فصّلت نعشي
و ارتديت ابيض ما لدي من الثياب
أو سأكون باتجاه القبر أمشي
فإذا وصلت بعد الموت
ووجدت جنازةً محمولة على الأكتاف
لن أبكي
ربما سأكون محزوناً قليلا
ففي غفلةٍ مني ..قد فاتني الميعاد
لم أصدف غريباً في الطريق
كلّ من قابلتهم بشراً
أمّا الثياب فقد سويتها عبثاً لهذا اليوم
و غداً سيأتي الموت …أو بعد غدٍ
أنا بانتظارهِ
لا شيء أملكه بليلي
سوى إنتظار الأسود الوحشي
فإن أتى سأبقى صامتاً كي أفسد البهجة لديه
أعرف كيف ينتظر الرجاء
لنّ أبكي
و لنّ يرى دمعي
سيستبح الروح و هوَ في عجلٍ
و إن لَم يأتي لن أبكي و لن أفرح
و لن أغلق بليلي الباب
ربمآ سأبارك للضيف الذي يحتلُّ ما يحتل من جسدي
كم هو الضيف غبي
..فكلما يحتل أكثر
في النهاية سوف يخسر
هكذا سأقول في سرّيّ

هكذا أنا و الموت حلفٌ واحدٌ
و غريمنا هو واحدٌ
قلوبنا مشردّة
في الحلم نحن الآن
و الحالمين موتهم يعني إنتصار
فمن سيعلن نصره في المعركة
من سيموت هذا اليوم
و من سيكون جنازةً مؤجلة
من سوقد شمعة للراحلين
من سيكون مثل قصيدة معلقّة
الموت مثل حكاية معقدّة
أما أنا فـَ ورقتي قد امتلأت بحبر العابرين
ثم احترقت أنا بنار العابثين الموقدة
و الغياب مثل الموت
و الموت في كلِّ الشرائع حقيقةً مؤكدّة

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى