دولة الرئيس سلام عليك / علي حسين شريف

دولة الرئيس سلام عليك

للمرة الاولى ربما ساخرج عن النص فيما اكتب فانا رجل اغلب خرابيشي تاتي بالرياضة وعن الرياضة قلم يعد يهمني السياسة لاعتقادي ان لها اهلها الراسخون في علومها وكذلك فاني لم يعد يعنيني ان اتكلم لمجلس النواب مناشدا او مخاطبا او راجيا فالاحباط امتد حتى نخاعي الشوكي .
ما يعنيني ان اتحدث اليك مباشرة كرئيس حكومة وصاحب ولاية عامة و ما يعنيني ان اتحدث اليك عني فانا امثل شريحة واسعة من هذا الشعب الطيب لم تعد تنطبق عليها اي من المسميات فلا هي بالشريحة الغنية ولا هي بالشريحة الوسطى ولا هي بالفقيرة فقد احتارت التسميات واحترنا باي مسمى نضعها.
اريد ان اتحدث اليك عن روحي المتعبة وهي واقفة على بوابة الانتظار وعن يداي المكبلتين بقيود لم اعرف من طوقها وكيف ولماذا ؟ اريد ان احدثك عني وعن وجعي وعن ضفاف العمر التي تيبست وعن جفاف الضرع ونضوب الزرع .
اريد ان احدثك عني وابكي حتى اغرق الجفون والاهداب بالدمع حتى يفيض التعب والالم بين يديك فلعل الله ياذن بان يلهمك ان في هذا الوطن قصة اخرى غير التي تراها . وكاس اخرى ليس بها نصف فارغ ونصف مليء فكل الكؤووس باتت تفرغ الا كؤوس الصبر فانها باتت تفيض وكؤوس الفقر التي باتت تسيل في كل مكان وكؤوس الخمر التي باتت تنسي بعض الناس ان هناك ناس.
هل اتاك حديث الناس يا دولة الرئيس وهل اتاك حديث الوجع والفقر والطفر هل اتاك حديث اعلام الفراعنة وموميائات تتعربش على جثته فانهكتها فهل قادم الايام سيجعلنا وطن بلا اعلام ؟ ام ستجعلنا الايام اعلام العجائز الذين لا يحسنون الكلام الا عن عهد الستينيات وما قبل ؟ هل اتاك حديث حالات الانتحار والقتل هل اتاك الحديث الاهم وهو حديث الياس والبؤس والاحباط حديث الناس عن الاصلاح والفلاح حديث الفقراء الذين باتوا يدفعون فاتورة عتاولة القهر.
هل اتاك حديث الناس عن الفساد الذي بات يتجذر في كل مؤسسة وزمان حتى كاد ان يصل الى شرايين هذا الوطن ويكاد يلوث الدم النقي فيه. في بلادنا يا سيدي من يتعب تاكل الغيلان تعبه من يشقى يضيع به الشقاء من يريد ان يصنع وطنا جميلا في مخيلته يصادرون منه الذاكرة والعقل ومن يريد ان يني قصرا للحب في قلبه يهدمون القلب قبل ان يبدا البناء.
في بلادنا يا سيدي تعود الجثث من المتاحف لتتولى اعلى المناصب نراهم يسكنون في اعمدة الصحف حتى كادت تقع فينهار البنيان ونراهم يلوثون الحبر “نحن الذين ندفع ثمن حبرهم وهم يقبضون!
نراهم في اعتى المراكز فهم الامناء ونحن السجناء هم جثث ونحن الموتى نحن الذين نركض وهم قبلنا يصلون وفي بلادنا يا ابو فوزي كل شيء مختلف فالدنيا تتجدد ونحن لا زلنا نعتقد ان حضارتنا باعادة الاموات من المتاحف والقضاء على الاحياء. في بلادنا عمر الشباب يبدا من الستين فما فوق واما ما تحت هذا العمر فانه عمر المراهقة والطيش بل هو عمر الطفولة التي لم تبلغ الفطام بعد هل اسرفت بالكلام فيا حيبتي ويا نكدي ان لم تسمع ولم تقنع ولم تمضي بنا الى حيث نريد فاعذر اسرافي وترفي في الكلام فانا والله اريد ان ابق البحصة ولا استطيع.
نحن امة يا دولة الرئيس ونحن العشاق ونحن حراس الوطن الساهرون على ان نصون لوحة العشق فيه ونحن يا دولة الرئيس الصابرون الحالمون الامنون في بلد امنه هو حضارته وازدهاره ولكننا في نفس الوقت ضقنا بارواحنا ضقنا باجسادنا وضاقت بنا احلامنا التي باتت تتسرب مع خيوط الليل هاربة الى حيث لا نكون.
يا دولة الرئيس سلام عليك من القابضين على حب هذا الوطن كالقابضين على جمر من لظى سلام عليك من الذين رفعوا هاماتهم باردنهم وبمليكهم وجيشهم وامنهم وسلام عليك من المنتظرين على قارعة الصبر منادين ايا ابا فوزي انصف فما عدنا نقوى وما عدنا نستطيع ان نواصل الصبر اعد الموميائات الى متاحفها اترك لنا امل جميل وغد مشرق .
اتركوا لنا وقت نحلم به بلا اعلام كاذب واعمدة ايلة للسقوط بلا ادارات تتسابق على هدم مؤسسات خذوهم كلهم اعيدوهم الى الاجداث التي منها اخرجتوهم واتركوا لنا احلامنا ووطننا فنحن نريده بلا فاشل ولا كذاب ولا متسلق ولا منافق ولا متشعبط على وهم ونرجسية وماضي كل ما فيه حكايات مثل حكايات السندباد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى