فاز صادق خان..وخسرنا / يوسف غيشان

فاز صادق خان..وخسرنا
الكثيرون في العالم العربي اعتبروا فور المسلم الباكستاني صادق خان برئاسة بلدية لندن عن حزب العمال البريطاني بأنه انتصار للإسلام في عقر دار الكفر والصليبية(حسب اقوالهم). من وجهة نظري هذا تحليل بالغ السذاجة ويعبر عن عقد نفسية نعاني منها، لا ندركها ولا نعترف بها.
اعتقد ان فوز الحقوقي صادق خان المسلم في مجتمع هو خليط من المسيحيين والمسلمين واليهود والملحدين ،هو هزيمة لنا ولطرق تفكيرنا – ان وجدت- هو هزيمة لنا تماما.
لأن البريطانيين لديهم قوانين وأنظمة وتشريعات ومنظومة اخلاقية مكتملة، لم يخشوا ان ينتخبوا مسلم او مسيحي او خلافه(ربما لم يفكروا في الموضوع اصلا)، لأنهم يعرفون ان الفائز بالمنصب ايا كان دينه او جنسه او عشيرته، هو في النهاية محكوم بالدستور والقوانين والضوابط، التي ان شذ عنها تتم تنحيته ومحاكمة وسجنه ان سرق او شارك في فسادأ او اعتدى على حقوق المواطنين .
في الوقت الذي نتغني فيه بنجاح المسلمين في اجتياح لندن، لا نزال:
– نحب على الهوية، ونكره على الهوية ، ونشمت على الهوية.
– بنعيش على الهوية ونموت على الهوية ، ونحاسب الناس على خانة الدين والجنس ومكان ولاد جد الجد.
تحكمنا الهوية الشخصية الصادرة من الأحوال المدنية ، وننسى الإنسان الذى يحمل هذه الهوية ، لذلك ما نزال شعوبا طائفية، عشائرية، متعصبة لمعلومات الهوية : الإسم، العشيرة، الدين، الطائفة، الجنسية…والكثير الكثير من هذه التصنيفات التي تتجاهل جوهر الإنسان وقدراته ، وتركز على تصنيفاته البدائية التي لا حول له ولا قوة فيها، بل جاء بالصدفة مسيحيا ام مسلما ، شيعيا ام سنيا عربيا ام شركسيا .

صادق خان انتخبه حزبه ليمثله في الإنتخابات(حزب العمال البريطاني ) ولم يفكر الا في كفاءته وفي مدى قدرته على الفوز..ففاز ، وخسرنا نحن.
انتصرت التعددية وخسرنا
فازت المواطنة وخسرنا
للأسف، نحن خاسرون دوما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صح لسانك … لا أتوقع ان الانجليز عند انتخابهم صادق خان قد فكرو به على انه مسلم. لم ينظروا اليه على انه مسلم بل نظروا اليه على انه بريطاني يحاول الوصول الى منثب العمدة من أجل الخدمة العامة.
    فعلاً هناك القانون فوق الجميع

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى