ادمان العقاقير المخدرة / محمد اسلام البصول

مشكلة ادمان العقاقير المخدرة ماهي؟ وما طرق العلاج؟

يتعين على الفرد المدمن مواجهة مشكلة ادمانه وعلاجها بالطريقة الامثل للتخلص من السموم التي احاط نفسه بها نتيجة للظروف التي احاطته بها منذ ألبداية حيث ان الادمان يمثل تحديا قاسيا يتعين على المدمن ان يواجهه مشكلة ادمانه بالاعتراف بالخطأ والبحث عن الطريق السليم ليتخلص منه نهائيا.
ولحسن الحظ ان هناك مجموعة من العلاجات والطرق المختلفة التي تساعد على كسر دورة الادمان والرجوع الى صحته وعلاج عقلة بشكل مناسب قبل ان تتطور حالته الى ما يندم عليه.
وتعتمد نوعية العلاج المطلوب بنسبة كبيرة على نوع العقار المستخدم ودرجة التعاطي وطول مدته وعلى الشخص المدمن فبعض العقاقير قد تؤدي الى ادمان جسدي قوي علية الامر الذي يترتب عليه اعراض انسحاب صعبة عند معالجة الادمان , وفي معظم الحالات قد يترتب هذا الاعتماد على العقار المخدر لدرجة تجعل تركه مهددا للحياة.
في بعض العقاقير الاخرى قد تحدث نسبة ضئيلة من الاعتماد الجسدي عليه وقد لا تحدث, ولكن قد يتطور الامر الى ادمان نفسي قوي جدا يجبره على تعاطي المزيد منها بالرغم من الاثار الجانبية الخطيرة التي قد يتعرض لها والواضحة على صحته, كما قد تؤثر على علاقته بالآخرين, ويحدث الادمان النفسي في العديد من الحالات التي يوجد بها اعتماد جسدي وقد يؤدي ذلك الى صعوبة في ترك هذا الادمان ويصعب علاجه في المصحات التي تعنى بمعالجة الادمان.

مراحل علاج الادمان
هناك مجموعة من المراحل لعلاج الادمان من المخدرات وغيرها من العقاقير وأول مرحلة هي نزع السموم وهي المرحلة الاساسية وتمتد هذه المرحلة منذ اللحظة الاولى التي يتوقف فيها الفرد عن التعاطي وتوجد في هذه الفترة تباين بحده الاعراض وهذه التباينات تتوقف على نوع العقار وفي بعض الاحيان قد تتطلب انقاص التعاطي تدريجيا او استخدام علاج دوائي بديل كإجراء انتقالي وكثيرا ما تحتاج بعض الحالات ايضا الى الدعم النفسي والوجداني جنبا الى جنب للمساعدة في المرحلة الاولى والتي يتم نزع السموم من الجسم.
تأتي ايضا عملية استخدام مجموعة متنوعة من الطرق العلاجية والداعمة وهي عملية تستغرق وقتا اطول في المرحة الثانية من الاهمية في طرق علاج الإدمان ومن اهم اهداف هذه المرحلة مساعدة المدمن على هزم تشويقه والتغلب على رغبته في استخدام العقار المدمن ومنع المدمن من حدوث التراجع في الحالة الصحية وتنمية سلوكيات صحية بديله تجعله يفكر بعيدا عن التعاطي.

العلاج في مصحة داخلية
الحاجه الى الاقامة في مركز لتأهيل وعلاج حالات الادمان هي افضل اجراء يمكن اتخاذه مع المدمن وتكون غالبا مع المدمن الذي تسببت له العقاقير ادمانا جسديا واعتمادا كيميائيا شديدا مثل الكوكايين والهروين وغيرها من مشتقات الأفيون حيث تعمل مع مرور الوقت على اعتماد الجسم عليها لدرجه انه لا يمكن للجسم بالقيام بالوظائف الحيوية بشكل طبيعي دون ان يتم تناولها وهنا تكمن المشكلة اذ ان الجسم يطلبها بشكل مطرد يتزايد يوما بعد يوم.
تكون الاقامة في مراكز التأهيل لعلاج الادمان لمراقبة المدمن ومدى احرازه للتقدم وإعطائه بديل جيد من العلاجات الدوائية اللازمة لراحته من الاعراض الانسحاب وتكون هذه العملية تدريجية لتقليل المخاطر والآثار الناتجة عنها.

مقالات ذات صلة

وبجانب ألمراقبة والدعم للمدمن على المستوى الجسدي خلال مرحلة نزع السموم تستطيع المراكز التأهيليه لمتخصصة لعلاج الإدمان التعامل مع المدمن على المستوى النفسي والوجداني،.وهذا يساعد المريض في التغلب على إدمانه واستعادة توازنه النفسي والعقلي لممارسة حياته بشكل طبيعي مرة أخرى
وحتى الحالات التي لم يصل إدمانها إلى الاعتماد الجسدي القوي تستطيع أن تستفيد بدرجة كبيرة من الدعم المتواصل الذي تمنحه المراكز التأهيليه المتخصصة لعلاج الإدمان فقد يتضمن البرنامج العلاجي للمدمن المقيم بالمصحة نطاقاً واسعاً من الجلسات ألعلاجية والأنشطة ومجموعات الدعم وهي جميعها مصممة لمساعدة المدمن في عملية التأهيل وتمكينه من تطوير مهارات التكيف مع الوضع الجديد والعادات الصحية التي يحتاجها للابتعاد عن العقاقير والتعاطي.

العلاج الخارجي

يقوم العلاج الخارجي على مجموعة من التدابير العلاجية والداعمة التي تمنحها البرامج الداخلية في المصحات بحيث يبقى المدمن في بيئته ويعيش حياته طبيعية بشرط البقاء بعيدا عن العقاقير وهو ما يهدف العلاج الخارجي الى الحفاظ علية.
تمنح خطة العلاج النموذجية مزيجا من العلاج الفردي وجلسات الارشاد ومجموعات الدعم والمراقبة.
في علاج الإدمان لا يكمن ان تكون الاقامة في مركز داخلي لعلاج الادمان فقط هو افضل اجراء للعلاج يمكن اتخاذه ولكن يتجه ايضا لنوع العقار والفرد المدمن , فليست جميع الحالات تتطلب مستوى عالي من الرقابه او الدعم المهني المتواصل وفي بعض الحالات قد يكون العلاج خارجي وهو الاجراء الانسب الذي يمكن اتخاذه لمساعدة المدمن على هزيمة الادمان والعودة الى الحياة الطبيعية مرة اخرى
وعلى الرغم من اختلاف الطرق والإجراءات العلاجية ألمتبعة فإن أحد الأهداف الأساسية للعلاج ألخارجي هو مساعدة المدمن على التعرف على أسباب التعاطي والإدمان والتغلب عليها، لكن بالنسبة للأفراد ذوي حالات الإدمان القوية بشكل خاص والذين لديهم مجموعات أقران متعاطية للعقاقير والمخدرات،قد يكون الاحتجاز في مصحة أو مركز علاجي تأهيلي هو الحل الأنسب والأكثر نجاحا بالنسبة لهم.

العلاج المعرفي السلوكي

والعلاج المعرفي السلوكي فعال في علاج الادمان لأنه يركز على أفكار الفرد (أي الجانب المعرفي)، وكيف تؤثر هذه الأفكار على سلوكه ولكن في حين تسعى العلاجات الأخرى إلى التعمق في الأسباب الجذرية، والأحداث الماضية وبتحليلها فالعلاج المعرفي السلوكي من اهدافه تغيير الأفكار ومن ثم تغيير السلوك الذي ينتج عنها.

هزيمة الإدمان ليس فقط التوقف عن التعاطي ولكن لابد في البداية ان ينجح العلاج التأهيلي في ان نتعرف على الأسباب التي أجبرت المدمن على التعاطي من الأساس وما هي السلوكيات التي تعزز من الإدمان لدى المريض ومن ثم يبدأ البرنامج العلاجي التأهيلي في مخاطبة هذه الأنماط ألسلوكية وتغييرها للأفضل من اجل ذلك أثبت العلاج المعرفي السلوكي أنه أكثر الطرق فعالية إلى حد كبير في هذا الصدد.

عادة ما يتم تنفيذ العلاج المعرفي السلوكي بشكل فردي مع المعالج وقد يكون جزءً من برنامج علاجي داخلي أو خارجي وهو أكثر شمولاً وقد يكون علاجا قائما بذاته، وفي العلاج المعرفي السلوكي يعمل الممارس المؤهل على مساعدة المريض في إلقاء الضوء على الأفكار، والسلوكيات الأساسية التي تسببت في مشكلة التعاطي والإدمان والتعرف على سلوكيات بديلة صحية.
وقد يكون العلاج المعرفي السلوكي قوياً إلى درجة كبيره ولكنه ليس العلاج السحري للإدمان أو أي مشكلة أخرى فالأمر يتعلق بدافع المريض وإرادته في تنفيذ ما تعلمه من خلال العلاج المعرفي السلوكي والحفاظ عليه.

ومثلما يستطيع العلاج المعرفي السلوكي أن يساعد المريض على استبدال سلوكيات البحث عن المخدر واللجوء إليه فإنه يستطيع أيضا أن يساعده على إيجاد طرق أفضل للتعامل مع القضايا والمشكلات الحياتية الأوسع نطاقاً والتي من المحتمل أن تؤدي إلى اللجوء للمخدرات. على سبيل المثال: فإن الفرد الذي يعاني من القلق الاجتماعي قد يكون لديه تاريخ من اللجوء للمخدرات كوسيلة لزيادة الثقة والشعور بالراحة وفي هذه الحالة يسعى العلاج المعرفي السلوكي إلى التعرف على الأسباب التي أدت إلى هذا القلق وإيجاد طريقة لتقليصها بشكل طبيعي من خلال التفكير البديل.

الإرشاد ومجموعات الدعم

هناك حالات عديدة من القضايا تكمن وراء إدمان المخدران وفي بعض الأحيان تكون هذه الأسباب واضحة وظاهرة للعيان ولكن في أحيان أخرى قد تكون هذه الأسباب مخفية كليا وقد يكون الإدمان نفسه قد أدى إلى تطور أو تفاقم العديد من القضايا العقلية والاضطرابات النفسية.

وتعد جلسات الإرشاد ومجموعات الدعم من الطرق العلاجية المهمة يمكن استخدامهما بجانب برنامج علاج الإدمان ومساعدة المريض على التعامل معها والتغلب عليها.

ويعتمد مستوى الإرشاد إلى حد كبير على الفرد والمشاكل المحيطة به ودرجات الإدمان التي وصل إليها وفي بعض الحالات فإن الاقتصار على العلاج الكلامي البسيط قد يكون كافياً لمساعدة الفرد على تحقيق تكيف أفضل مع الإدمان والتأهيل المترتب عليه ولكن قد يكون الإرشاد النفسي المتخصص المهنى أكثر ملائمة بالنسبة للأفراد ذوي المشكلات الأكثر خطورة وتعقيد ويناسب هذا الخيار المدمنين المتعاطين بكثافة لفترات طويلة ذوي عادات التعاطي لعقاقير متعددة وبالأخص معتادين تعاطي عقاقير الهلوسة.

كما ان مجموعات الدعم المنتظمة مفيدة جداً مع الإرشاد والعلاجات التأهيليه الأخرى لأن قدرة أفراد المجموعة على مناقشة صعوبات التقدم الذي أحرز يحقق نتائج علاجية كبيره ويمنح طريقاً للدعم الداخلي للمدمن الذي هو في أمس الحاجة إليه وقد يؤدي الاستماع إلى القصص التأهيليه للآخرين أيضا إلى زيادة الإلهام والدافع لدى المدمن نحو الشفاء والخلاص.

وكما ذكر سابقا ان اهم الخطوات لحل المشكلة هي ان الاعتراف بالخطأ والمثابرة على تصحيحه للتوجه الى الهدف الرئيسي والتخلص من اوهام الادمان والسموم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى