“ضرب ومحاولات إذلال”.. أسيرة محررة تكشف انتهاكات الساعات الأخيرة في سجن عوفر

#سواليف

قرابة منتصف الليل، أمس الجمعة، وصلت #الأسيرة_المحررة #رغد_الفني رفقة عائلتها إلى منزلها في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، بعد رحلة من المماطلة والحواجز على الطرق.

لم تعلم رغد أنها ممن تشملهم صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلا قبل خروجها من سجن عوفر بخمس دقائق فقط، إذ إن إدارة السجن تعمدت التلاعب بمشاعر الأسيرات جميعًا بل أنكرت حدوث الصفقة أصلا.

وقد عانى الأسيرات المحررات قبل إطلاقهن موجة انتهاكات، وفق ما قالت رغد للجزيرة مباشر: “حملة تفتيش شبه عارية، ومحاولات للإذلال والكسر وحشرنا جميعًا في زنزانة مخصصة لشخص واحد”، كما أجرت مخابرات الاحتلال معهن مقابلات مفادها أن “أي مظهر احتفاء بعد الخروج سيؤدي لاعتقال آخر”، إضافة إلى التهديد بإلغاء الإفراج عنهن في أي لحظة.

فرحة رغد بالحرية زاد منها دخول الهدنة حيز التنفيذ في غزة “بالتأكيد شعور الحرية لا يوصف لكن كنا سعيدات بأنه سيدخل شيء لغزة وستتحسن الأمور، بالنهاية التضحيات التي قدمت ودم الشعب الذي سال كبير جدًّا لدرجة لا نستطيع تعويضه بأي شيء”.

وحول معاناتهن منذ أحداث الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تصف رغد قمع الاحتلال المستمر لهن، وأبرزها في الـ19 من أكتوبر حيث عاشت لحظات مرعبة “لا تنسى” روتها حين حاولت صد الغاز المسيل للدموع الذي ألقاه الاحتلال على غرفتهن التي ضمت “أسيرات قاصرات وكبيرات في السن كأم عناد البرغوثي”.

وأضافت “حينها حاولت منع تسرب الغاز عبر باب الزنزانة بإحدى الفرشات إلا أن الغاز تفرغ في وجهي، ولم أستطع الرؤية لساعتين، ظننت أنني فقدت الرؤية وتعرضت للتشوه من شدة الغاز على وجهي”.

أجبر سجن الدامون الأسيرات على الخضوع لتصوير إعلام الاحتلال قبل الإفراج عنهن بأسبوع، “حاول بعضهن الابتعاد عن التصوير فأجبرن عليه، وأخبرت إحداهن مدير القسم أنها لا تريد أن تُصوّر، فأجاب: منذ دخولك إلى هنا لم تعودي حرة، انتهى الموضوع”.

وعانت الأسيرات سابقًا الضرب الهمجي وسحب كل ما لديهن من أجهزة ومتعلقات، كما أغلق الكانتين الذي يبتعن منه مستلزمات حياتهن وأهمها الماء والاحتياجات النسائية (كالفوط الصحية) منذ اليوم الأول للحرب.

وأضافت أنهن يضطررن لشرب مياه الصنابير المليئة بالكلور؛ مما أثر في صحة أغلبهن علمًا بأن “لدى بعضهن مشكلة بالكلى وفقر دم وغيره”، وذلك بسبب منع الاحتلال المياه النظيفة عنهن.

والدا رغد اللذان عاشا لحظات قاسية منذ اعتقالها، زاد ثقلها انقطاع اتصالهم بابنتهم منذ أحداث الـ7 من أكتوبر، ومشاهدتهم لما يقاسيه أهل غزة، بالتزامن مع الخوف على مصير ابنتهم في ظل اعتداءات الاحتلال على المعتقلين الفلسطينيين، التي نقلها لهم بعض المحامين الذين تمكّنوا من زيارتهم.

ومنذ اعتقالها في الـ28 أكتوبر من العام الماضي، عانت رغد من تجديد أوامر الاعتقال الإداريّ لها 3 مرات آخرها جاء بعد تثبيت جوهري لحكم الإفراج عنها؛ مما يجعله “غير قانونيّ بقانون الاحتلال نفسه” كما وصفه والدها، حيث مدد الاحتلال اعتقالها دون توجيه تهم واضحة أو حكم محدد؛ مما يعني استمرار اعتقالها إلى أن يشاء الاحتلال الإفراج عنها، وهو ما عانى منه آلاف الفلسطينيين على مدار سنوات طويلة قبل العدوان الحاليّ على غزة.

المصدر : الجزيرة مباشر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى