مسلسل البهلوان…محاولاته للقضاء على العشائر الأردنية وتفتيتها…"بهلوان وكمان فلتان"؟

وطن نيوز – كتب بيتر سنو

أشرت في الحلقة الماضيه الى الصراع بين باسم عوض الله وسعد خير وقلنا أن باسم كان ينفذ أجنده فتحاويه هدفها جعل الأردن وطن أحتياط …وسنتحدث في هذه الحلقه عن باسم بالتحديد وكيفية أستفزازه للمؤسسة الأمنيه … وكيفية أقصاءه سعد خير من المشهد .

وقبل أن نلج باب البوح دعوني …أدخل من تقرير أمني حط على مكتب رئيس الوزراء قبل سنوات حول حادثة أظهرت بما لايدع مجالا للشك أن (عوض الله) ….يمارس دورا مشبوها وخطيرا وهي ..في تمام الساعه العاشره والنصف من صيف عام 2008 كان باسم عوض الله خارجا من أحد مطاعم عبدون يرافقه صائب عريقات ..وقد طلب من صائب عدم حمل أي جهاز أتصال ..وهو شخصيا لم يكن يحمل أجهزة أتصال وكان يقدم نصائح لأصدقائه تقضي بفتح ( راديو) السياره …فهو يدرك أن أشعال الراديو كفيل بتشتيت أي محاولة لأختراق الأتصال أو التنصت على الحديث .

كان الحوار مع صائب عريقات متعلق بالعلاقة بين السلطة والديوان وكان باسم يرتب في ذلك الوقت مشروعا يقضي بتوأمه أقتصاديه مع الضفه الغربيه ….تمهيدا لكونفدراليه أردنيه – فلسطينيه وللعلم جزء من الحديث والحوار مع صائب تم أختراقه عبر أدوات أمنيه

في المطعم تم تناول ( الواين) نوع شيراز …وبعد أن أنتهت الوليمه

توجه باسم وصائب الى منزل باسم عوض الله وأثناء المشي في السياره تصادف مرور مسئول أمني وسياسي سابق في الحكومه الأردنيه كان يمارس رياضة المشي ..وكان من باسم أن أوقف سيارته بطريقة أستفزازيه وخاطب ذلك المسؤل بالقول 🙁 بتحكوا عنا الفلسطينيه بدنا انبيع البلد )…ثم أخذ بأطلاق قهقهات ..وكان من هذا المسئول السابق أن وجه له كلمات قاسيه جعلته يغادر المكان بسرعه .

التقطت الأجهزه الأمنيه هذا السلوك وكانت تدرك أن باسم يؤسس لحالة فصل بين السياسي والأمني وأنه ينفذ مشروع تدمير بيروقراط الدولة والقضاء على هويتها ..وتم وضع التقرير أمام جهات عليا ولكنها لم تحرك ساكنا .

تلك القصه تكشف عن نوازع شريره كانت تسكن سلوك هذا الشخص …ودعونا هنا بعد هذا الإستهلال نقوم بفرد مشروع باسم في تكسير الأذرع الأمنيه للنظام وصولا إلى حالة تدمير شامل ومبرمج للدوله .

ألتقط باسم عوض الله قصة في الدولة الأردنيه وهي قصة المساعدات والمنح والهبات ألتي تأتي وتقدر بحوال (600) مليون دولار سنويا …ولأن هذه المبالغ كانت تلحق بالموازنه وتخضع لرقابه ديوان المحاسبه ومكافحة الفساد والأمن أسس باسم برنامجا اسماه التحول الأقتصادي والأجتماعي عبر وزارة التخطيط وهو برنامج كان موجودا في الأصل لكن الرجل طوره بشكل غريب عجيب …فهو يؤمن أن تدمير بيروقراط الدوله وهيبتها يأتي من باب تبعية الوزارات السياديه له بمعنى أخر أراد باسم أن ينقض على الوزارات السياديه في الدوله ورفع يد الجهاز الأمني عن رقابتها وحمايتها فسيكون عبر هذا البرنامج وسنشرح لكم بالتفصيل .

استطاع باسم أن يجعل الهبات والمساعدات تدخل في حساب خاص في وزارة الماليه وأقنع الملك بأن جزء من التراخي والتباطؤ في تنفيذ المشاريع سببه البيروقراطيه العاليه للحكومات وتلكؤها الشديد لهذا لابد من ربط عمليات الصرف بيد وزارة التخطيط دون أن تمر هذه الاليات عبر قنوات تعمل على أبطائها مثل ديوان المحاسبه أو قرارت مجلس الوزراء أو مكافحة الفساد ….

وفعلا نجح في ذلك ولان هذا الرجل يعي أهمية الموازنه في الدوله وبالتحديد للوزارات السياديه مثل التربيه والداخليه والصحه….فقد جعل وزراء هذه الوزارات يمارسون التسول في مكتبه لأجل الحصول على مبالغ معينه من أجل تنفيذ المشاريع التي لا تغطيها الميزانيه بعد أن تبين لهم أن سلطة باسم عوض الله في الصرف هي أعلى من سلطة الرئيس نفسه ….الأخطر أن مشاريع الدولة صارت تنفذ بحسب رغبة باسم أي انه صار يحدد شكل الأقتصاد في الدولة ومساره .

أما أخطر شيء فعله وهو الشيء الذي أستفز المشير سعد خير – رحمه الله- هو قيامه بالتدخل بعمل المحافظين …وبما أن المحافظ له صلاحيات أمنيه فقد أصر باسم عوض الله على تفتيت البنيه الأجتماعيه للعشيرة الأردنيه عبر ألغاء دور المحافظ وتشكيل لجنة تنمويه تدير المحافظه هدفها أنشاء ما يسمى بالمشاريع الصغيره عبر برنامج التحول الاجتماعي والأقتصادي …وحتى يحدث هذا الأمر لابد من تفتيت وتكسير الأنماط العشائريه عبر إقحام المرأة في العمل وجعلها تقود أنقلابا على الرجل ..

لهذا ركز في التمويل على النساء وكان يؤمن أن التغيير الاقتصادي يسبقه تغيير إجتماعي وقد اشار في معظم حواراته مع المانحين الى أن العشيرة تشكل عائقا في التنميه ولا بد من تكسيرها عبر تقديم المرأة في المحافظات .

اعتقد سعد خير أن هذا الامر يشكل نزعا لورقة الاستقرار في الدوله والتي ترعاها المخابرات ..وذهب سمير الحباشنه حين كان وزيرا للداخليه إلى سعد خير وقام بتحذيره من خطورة الأمر وحاول المشير أن يمنع يد باسم عوض الله من التغول على الأختصاصات الأمنيه ….ولكن باسم كان في كل مرة يذهب ألى القصر ويقنع الملك بنفس الطريقة القديمه أن المخابرات تقف عائقا في وجه مشاريع التنميه .

وفعلا أمر القصر سعد خير بأن يمرر المشروع ونجح باسم وقام بأنشاء مشاريع صغيره في الكثير من محافظات المملكه وكان يركز على النساء فهو في داخله يؤمن أن الأنقلاب الإجتماعي يتم عبر الأقتصاد وأن الأقتصاد بحد ذاته سيكون وسيله لتفتيت وتفسيخ الدوله ….

وظل يصر أمام الملك على أن المخابرات تعيق مشاريعه وفي أحد المرات طرح أمرا غريبا على الملك وهو أنه لم يجد محافظا واحدا يجيد اللغة الأنجليزيه وأن المحافظين يمارسون أدوارا أمنيه وأنهم يعيقون التنمية في المحافظات …

وكان لباسم أذرع في القصر فقد أستطاع أن يقنع المستشار الأعلامي أمجد العضايله بتوفير غطاء إعلامي لنشاطات الوزاره في المحافظات والاخطر أنه غير نهج الحكم ..

بحيث صارت إطلالة الحكم على الناس مرتبطه بقضيتين فقط وهما محاربة الفقر والبطاله … وحتى لوكان الأمر بحسب ذهنية باسم تقضي بتفسيخ الأنماط الأجتماعيه .

كان سعد خير يدرك أن الخيوط تفلت من يده خيطا تلو الاخر وحاول أن يمنع الأمر من الأستمرار ولكن قوة وسلطة باسم كانت أكبر …وأخطر ما في الامر أن باسم استغل القصر كغطاء على تنفيذ مشروعه …واقحم الجيش وكان يدرك في قرارة نفسه أن ثمة ضياع سيؤسس للهوية الاقتصادية للدولة .

كل ذلك كان مجرد تمهيد لتدمير شيئان متلاصقان في مسار الدولة الأردنيه وهما الأمن والعشيره …

وحتى تذوب الأول عليك أن تقنع القصر بأن الأمن يقف عائقا في وجه برامج التنميه وحتى تدمر الثاني وهو العشيره عليك أن تغير النمط الأجتماعي فيها وتقوم بتذويبه لأيهام القصر بأن العشائر الاردنيه تشكل عبئا على النهوض الاقتصادي وحين تنتهي من الاجهاز على دور المخابرات وعلى بنية العشيره فيحق لك في حالة ثمالة متناهيه أن تفتح شباك السيارة وتمارس السخرية على مسئول سابق في الحكومة ومحسوب على التيار الشرق أردني …لانك أسست القاعدة الأولى في خلق الوطن الاحتياط وهي القضاء على المخابرات .

لقد وصلت حالة الضياع في الدولة إلى مرحلة يقوم فيها باسم باللعب بخيوط القرار مثلما يشاء فقد أحضر بدران رئيسا للوزراء وكانت المخابرات وقتها في حالة أقصاء تام عن المشهد …والسبب لم يكن رغبة بأحضار أكاديمي بقدر ما كان الامر بالون أختبار لدائرة المخابرات في قدرتها على حماية مسار الحكم أم لا .

عزل سعد خير عن المشهد تماما ..ووظف باسم عوض الله أدواته الإعلاميه في الاساءة لصورة المشير وترك جهاز المخابرات عرضة للنهش ومعزول عن القصر تماما فقد أسس لحالة طلاق بائن بينونة كبرى بين المخابرات والقصر .

ووصل لمرحلة يزكي ولا نقول يعين مديرا جديدا للجهاز …

في الحلقة القادمه سنتحدث عن شهر العسل بين الذهبي وباسم وأسباب الطلاق بين الاثنين ..وأنقضاض الدائره عليه ثأرا للمشير سعد خير وللخراب الذي أورثه .

أبو يحيى…كل هاااااااااااظ كاين يصير واحنا ما بندرييييييييش.؟؟
طيب ليش..؟ ومين ورا هالسواليف هاي.؟

ف . ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى