المقتولون جوعاً في مضايا والزبداني

المقتولون جوعاً في مضايا والزبداني
إذن مات السوريون جوعاً ؛ موتاً حقيقياً لا مجاز فيه ..أكلوا كل ما يخطر على بالكم من جثث حيوانات و فضلات و بعد قليل سيأكلون بعضهم بعضاً و سيموتون أيضاً ..!
لكلّ الموائد العربية أن تفرح الآن و تعلن عن شرف جديد يليق بالعربي أينما ذهب ..لكل المترفين الذين يحمّمون زوجاتهم بالبيض و الحليب أن يعقدوا جلسة أنسهم على مجموعة أطفال من الزبداني ..على كل الذين لا ينامون إلا بعد أن يهدروا ملايين الدولارات على أفخاذ الغواني ؛ أن يستريحوا الآن بين جثّتين فاضحتين تعلنان أن العرب محض زوائد بين الأمم..!
جوع عربي وسط (جنان العرب) ..موت بالقهر وسط رقص لا ينتهي من أولاد ذات الجلدة ..بكاء لا نحيب فيه أو لا يُسمع لأن ضجيج ضحكاتكم تصمّ الآذان و تعلّق وصول صوت النحيب ..!
يا لدمشق ..يا لـ(مضايا و الزبداني) ..يا للهياكل البشرية التي تستصرخ الوطن ولا يجيبها من وطنها المأكول و المنهوب عسله إلا اللصوص و قطّاع الطرق و الشطّار ..الذين يتاجرون بجوع عائلات ريف دمشق كي يبقى (الاله الكاذب) على كرسيّ الممانعة الزائفة مثله ..!…. أبو المقاومة حين تتقن فنّ الكلام المنمّق ولا تتقن مقاومة الجوع و منع التابعين من أكل الجثث..!!
في بعض تاريخنا المسكوت عنه أيضاً و على ما يغلب على ظني في نهاية المرحلة العباسيّة الثانية ؛ حدث هذا أيضاً ..حينما كان كل قبضاي حارة يعلن نفساً أميراً للمؤمنين ..وحينما كان كل صاحب كرش يظنّ نفسه زعيماً ..جاع الناس ..وأكلوا جثث الحمير و الكلاب ؛ بل و من كان يموت كانوا يأكلون جثته و لا يدفنونها ..بل ذهب بهم الجوع إلى قتل المرأة لزوجها كي تأكله ..وقتل الرجل لأخيه كي يسكت جوعه ..!! وها هو التاريخ يعيد نفسه في مضايا و الزبداني ..وسط زعماء الطوائف و حروب الكراسي ..!
من قال أن لا أحداً يموت من الجوع فليلقِ بعض بصره إلى ضميره إن كان بقيَ فيه نبض..! يا شرفاء العرب كلنا أدعياء ..يا أثرياء العرب كلّنا جائعون بثرائكم ..يا زعماء العرب كلّنا مقتولون بوجودكم ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى