لُب السهاد

لُب السهاد
مجد الرواشدة

يقشعر بدنُنا حين نسمع ، ويبكي المرء منا حين يسمعُ النفس الأخير لمن فارقونا ، شيءُ من الفرحِ يلامسُ الشغفَ الذي بقلبنا حين نسمع اطراءً ما على عطاءٍ بذلناه بقصد او دونما قصد ، نضحكُ كثيراً حين نسمعُ نكتة عابرة بمذياع او على لسان الماره في حياتنا .
أحياناً الأذن تُشكل تلك الملامح التي ترونها فينا ، ولربما كُلما التقطنا صوره قلنا ( ابتسموا فوقع الكلمة يبقينا ضحوكين لنعود بعد فتره ننظر للصوره ونقول : كُنا فرحين ) ولكننا لا ننسى أن فلان قال ابتسموا فالسمع هو ملاذ الجوارح والحواس ما ان مر حلو الكلام حتى لاذت البسمة على شفاهنا .
وعادة من يسمع الكلام لا يخطىء المسير ، ومن يسمع وصايا أمهِ قليلاً ما يخطىء ، ثمة سحرُ ما في تلك الحاسة التي وهبنا الله اياها مزدوجه ، وأوجدها على يمنينا وعلى شمالنا ، اتساءل كثيراً لما وصى لقمان ابنه كلاماً ما كان مكتوباً بل مسموعا ً .
عن نفسي فأنا لا أنسى ولربما لا أستطيع بفطرتي أن أنسى أي كلمة قيلت لي أشعلت بقلبي نوراً أو ناراً ، فالبعض يمضي وتبقى كلماتهم حاضرة في قوقعة أذاننا .
كل الأصوات مسموعة سوى صوت القلب ، إنه صداً لكل دقة فيه ، حين نخاف يدقُ سريعاً وحين نفرح يحلق كما لو أنه طيرٌ سجين خرج للتو .
كم مرةً صمتنا وبقيت قلوبنا تثرثر ، كم مرة كُتمت الشفاه لتصغي عقولنا لصوت تلك العضلة التي أودعها الله في يسار أبداننا ، قالوا إن حجم قلب المرءِ كحجمِ قبضة يده ، كلما زار الحبُ قلبي ضممتُ أصابعي على راحة يدي وقلت : كيف يمكن لعضلة بحجم يدي أن تمنح حياتي كل هذا السرور ولكن نسيت أن صوت القلب يعلو أي صوت حتى في ميادين الحياة أياً كان صوت الضجيج من حولنا كان صوت القلب حاضراً في بوادي حياتنا وأريافها ومدنها .
المرءُ منا ما كان يوماً بأصغريه: قلبه ولسانه إن المرء بأضعفيه قلبه وهمسه … أينما بان همسُ الفؤاد بان لُب السُهاد .
يا لبى سهادكم وفؤادكم ومن فيه .
لتبقى قلوبكم متصلة دوماً بمن وقع صدى كلماتهم فيها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى