أسئلة في جامعة العلوم و التكنولوجيا / كامل نصيرات

أسئلة في جامعة العلوم و التكنولوجيا

أوّل أمس الثلاثاء كنتُ ضيفاً على جامعة العلوم و التكنولوجيا جوهرة الجامعات الأردنية ..من أجل لقاء بعض طلبتها في حصّةٍ تفاعليّة عن الكتابة الساخرة و السخرية بشكلٍ عام ..حيثُ كان الاستقبال حميميّاً وبالذات من د.رائد عبابنة مسؤول النشاط الثقافي .
كان تفاعل الطلاب مدهشاً ..أعادني إلى العطش الأول حين كنّا نطارد أي لقاء لأديب أو مثقف أو علمٍ لنروي ظمأنا بسؤاله و محاورته ..كنتُ أرى في عيون الطلاب أو أغلبهم لمعة المتحفِّز للاستقبال ..ورونقاً يكشف عن نفسه وهو يتعاظم مع كل لحظة من لحظات اللقاء الجميل بحق..
بطبعي في هكذا حوارات أحسبُ حسابي لكل شيءٍ..فكما كنتُ أفعلُ بالآخرين حين كنتُ في مثل عمرهم ..فلا بدّ أن يخرج عليّ من يفعل بي ذلك ويردّ إليّ بضاعتي القديمة وهي أسئلتي المستفزّة والتي لا أقصد منها إلا الاستعراض و جلب الانتباه وكنتُ أراه حقّاً من حقوقي ..لذا تجهزتُ لكلّ ذلك وحملتُ سلاحي الوحيد في مواجهة أي طارئ من هذا النوع وهو الجواب الساخر أو أخذ السائل بالروح الساخرة لكسر حدة الاستفزاز أولاً ولإعطاء الجواب الجاد وسط هذا الجو بأريحية تامّة فيتم قبول الجواب أو السكوت عنه ثانياً وعدم تصاعد وتيرة الجدلية الاستفزازية من الطرفين ثالثاً.
كانت أسئلة الطلاب في نصفها أسئلة تبحث عن جواب ..وتريد أن تكتشف بعض الجوانب الخفيّة من شخصيتي ..وهناك أسئلة لا يمكن بأي حال من الأحوال تصنيفها على أنها تبحث عن إجابة على الإطلاق بل تبحث عن الاستفزاز فقط ..ولكنها جاءت إلى الشخص الغلط الذي لا يستفزّه الكلام السارح ..فما معنى أن يقول لك أحدهم مثلاً :عمري ما شفتك ولا سمعت باسمك ..؟! هذا خطأ من ..؟ وإدانة لي أم له ..؟ أنا الموجود بمقالتي اليومية و برنامجي التلفزيوني و لقاءاتي وتصريحاتي الاعلامية ومقالاتي التي تملأ المواقع بشكل شبه يومي ..أما هو الذي لم يكلّف نفسه أن يفتح جريدةً على الأقل ..؟؟!!
لا تتصورون مدى متعتي في ذلك اللقاء ..بكلّ تفاصيله بلا استثناء ..الجاد منه و الساخر ..الهادئ منه و المستفزّ..لأنّ لقاء الجيل الذي يلينا و فهمه و فهم طريقة تفكيره من ضرورات الجميع و بالذات للكاتب الشعبي الذي يريد ألاّ تفوته فائتة ؛حتى لو كانت جريشة بائتة..!
شكراً جامعة العلوم و التكنولوجيا ..شكراً رئاستها و عمادتها ..شكراً طلابها ..شكراً د.رائد عبابنة على درع التكريم ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى