.يا عونك يا عمّي

[review] المسلسلات البدوية،يعمد المخرجون دائماً إلى أخذ لقطة أفقية للشيخ وهو يجلس في صدر البيت معتدّاً في شيخته، كما يظهر فيها ممثل ”كومبارس” يجلس قرب دلال القهوة، ملثّم الوجه قليل الكلام والحركة، مهمّته الرئيسية أن يظهر مدى حكمة الشيخ وكرمه، وسدادة رأيه ومكانته من خلال عبارة يتيمة يظل يرددها طوال المسلسل مع كل فعل أمر :” يا عونك يا عمّي”.فمثلاً عند قدوم ضيف من عرب الشيخ ”حمود” الى بيته، ينادي الشيخ على القطروز: يا ”بطيحان”، يقوم بطيحان بسرعة عجيبة ملبياً ”يا عونك يا عمّي”..فيقول له ”صب قهوة للضيف”..فيصب القهوة للضيف بمهابة شديدة ثم يعود الى مكانه المعتاد قرب الدلال، واذا استجار بالشيخ أي غريب، فإن ذات الشيخ ينادي على ”بطيحان” المشغول بتكسير أعواد الحطب ودسّها قرب دلال القهوة..يا بطيحان ..فيرد بطيحان ثانية ”يا عونك يا عمّي”..فيقول له ” انصب بيت للضيف ”..فيذهب بطيحان وينصب بيتاً للغريب ثم يعود الى مكانه حيث دلال القهوة.بطيحان هو الذي يورد الفرس للماء، وهو الذي يذبح الخراف، وهو الذي يحمل المناسف، وهو الذي يجهّز الخيل للغزو، ومع ذلك لم تنصفه الكاميرا ولو مرّة واحدة في حياته وتظهر وجهه للعالم…***منذ ان حلّت الأزمة المالية العالمية ضيفاً ثقيلاً على أمريكا في أيلول الماضي، وبعض الدول تتسابق بسرعة عجيبة في إبرام صفقات أسلحة و”صبّ ”عشرات المليارات من دِلال النفط في ”فم الأزمة”،لنثبت للعالم ولأمريكا أنه حتى في السياسة والاقتصاد نستطيع أن نقول: ”يا عونك يا عمي”..ahmedalzoubi@hotmail. comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى