لن نتعامل مع البنك الدولي

لن نتعامل مع البنك الدولي

كتب الدكتور.. #ماجد محمد #خليفة

منذ عام ١٩٩٣ اردنا التصحيح الاقتصادي وسرنا خلف سراب قرارات البنك الدولي وكان ذلك الطريق الخطأ الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه من جمود في الحركة التجارية وانهيار اقتصادي ومعاناة من الكساد الكبير وبطالة وجوع وفقر ومعاناة يتحملها الشعب الصابر الذي صبر طوال هذه المدة على تنمر اعوان البنك الدولي وسياساتهم الفاشلة

فماذا بعد … هل ما زلنا نريد ان نستمر في الطريق الخطأ ؟؟

مقالات ذات صلة

فالحل يبدأ بتغيير النهج فماذا لو قطعنا علاقاتنا مع البنك الدولي … فما الذي سيحدث … ؟؟

لن يحدث سوى اننا افقنا من غفوتنا واعتمدنا على ذاتنا.
واعرف ان ذلك يتطلب منا تعاون كبير بين القطاع الخاص والقطاع العام وردم الفجوة بينهما … حكومة ثقة تعمل بكل شفافية وجهد واخلاص وشعب يثق بالحكومة ويدعمها بالمهمة المشتركة

فالتشاركية مع القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الاقتصادية سيؤدي الى نتائج عظيمة فهناك دول ضلت الطريق واتبعت سياسات البنك الدولي فتراكمت عليها الديون ولكنها في ساعة صحوة قطعت علاقاتها مع البنك الدولي وبدأت برامج التصحيح الاقتصادي بأعتمادها على امكانياتها … ( البرازيل و تركيا وغيرهما ) فما كان الا حدوث المعجزة خلال سنوات ثلاث ( لكلتا الدولتين ) ان اعتمدت على ذاتها فاستطاعت تسديد ديونها مع البنك الدولي بل وقدمت له المساعدة حين ما طلبها والأمر ليس صعباً تحقيقه … نحن نريد تدابير اقتصادية منفصلة عن التوجهات السياسية في المنطقة فاذا وجد التصميم والأرادة … فلن نعدم الوسيلة لتطبيق ما نريده ولكسب تأييد الشعب لا بد من الأهتمام بعامل الثقة بين الحكومة وبين المواطنين … حكومة تحوز على رضاء الناس وثقتهم وعندها سيكون التعامل الايجابي بين الحكومة والمواطنين وسيقوم المواطنون تشغيل اموالهم في شركات انتاجية ومشاريع اقتصادية ريادية وسوف ننشئ الشركات العامة المساهمة ونستغل ثرواتنا الطبيعية ونقلل نسبة البطالة ونسدد الديون ونسهم في رفع معدل الدخل للفرد ونقلل من الفقر

ليس البحث بهذه الصورة والاقدام على قطع علاقتنا مع البنك الدولي وما يترتب عليه ليس ترفاً فكرياً ولا احلاماً ولا اوهاماً وليس كلام انشاء بل انها الحقائق … بعد طول معاناة وسنين من الضياع واللهاث وراء سراب البنك الدولي فتجارب دولٌ اخرى هي قدوتنا في العمل بتجربتنا الجديدة .. صدقوني ليست صعبة .. ولكنها الأرادة والتصميم

وقد يتسائل البعض حول الدينار الأردني وهل يتأثر … ؟ فالواقع يشير بأن الدينار في موقع قوي ولدينا احتياطي استراتيجي داعم فاحتياطات البنك المركزي كما نشر انها قوية واذا لزم الامر سنحول الاحتياطي الاستراتيجي الى سلة العملات وقد فعل ذلك المرحوم الدكتور محمد سعيد النابلسي محافظ البنك المركزي الاسبق

لا بد من التضحية وركوب الصعب ولنا تجربة في الاعتماد على الذات وعدم الاستدانة اننا شكلنا شركات مساهمة ساهم فيها المواطنون .. شركة مصفاة البترول والفوسفات والبوتاس حتى المدينة الرياضية تبرع بها الاهالي ولم نلجأ للاستدانة سنكون دولة يضرب بها المثل الاعلى بين العديد من الدول النامية التي تعاني ما عانيناه

اعود فاكرر صدقوني ليس صعباً ان تدور عملية الاقتصاد ويتحرك دولاب التجارة باعتمادنا على ذاتنا فلدينا رؤوس اموال بلغت حسب تقرير البنك المركزي مؤخراً ٣٨ مليار دينار … ( دينار ) فاذا وجدت الثقة بين الشعب والحكومة فسوف تساهم هذه الاموال لا اقول كلها بل على الاقل ربعها خلال ثلاث سنوات فسوف نشهد تحرك اقتصادي سريع نجني منه فوائد سيكون اثرها مباشراً على قطاعات البطالة وكذلك الفقر ونسدد ديوننا فلنجرب تجربة البرازيل وتركيا فسوف نسدد ديوننا ونسترجع ما تخصص من مرافق وسوف تنهال علينا الاموال للاستثمارات الخارجية حيث لا يمكن جلب استثمارات اجنبية اذا لم تشغل اموالنا باستثمارات وطنية اولاً … ولن نخسر بل سنربح

ان الحكومة التي سوف تتبنى هذا النهج يقع على عاتقها تحمل المسؤولية الكاملة في تحقيق النهضة الاقتصادية وتسخير كل الموارد لاجل النجاح في الطريق الصحيح الجديد ونحشد الامكانيات الشعبية … فشعبنا تواقٌ من الخروج من ازمتنا وان نتفادى اي خطأ او تقصير يحرفنا عن هدفنا السامي هذا … انه فجر جديد انه استقلال من نوع جديد … صدقوني ليس صعباً اذا كانت الارادة متوفرة ودعم جلالة الملك هو العامل المهم فمن عزيمته نستمد عزائمنا

وحينها تخرس جميع الاصوات النشاز للمتعاونين وهم من صنعهم البنك الدولي .. فأما ان يستجيبوا لهذا الدور وينخرطو في عملية التنمية الاقتصادية والا فلتخرس السنتهم …

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر

لنصعد معاً الجبال…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى