لم تكُن المثالية هدفي يومًا…

لم تكُن المثالية هدفي يومًا…

نقاء الطوالبة


رُبما ولهذا لم أستطع الصمود في معركتهم ،، تهافتوا جميعًا بالأكتاف فوق الأكتاف ، يصعدون ويتخبطون ، يتنافسون بالمسميات والألقاب والدرجات لا برقي العقول والثبات …وكنتُ أنا لا أُحركُ ساكنًا ، لا تغريني القمة ،، ولا يُغريني الرقم واحد على الإطلاق …
رُبما فشلتُ بنظرهم لأنني أردتُ أن أكون أنا وحسب ، بينما كان يأمل الجميع أن أكون هي التي يريدون كنت أنافس نفسي لا غيري ،، لقد خذلتهم فخذلوني ،،، لم أتوهج كما يريدون ،، لم أختلق الضجيج من حولي ،، لم أكن صاخبًا صخب الشخص المثالي ،، لم أركضْ مثلهم ولم أُسابقهم….
كنتُ أُحب هدوء الوصول ،، والغرق في تفاصيل الزمن ،، كنتُ ممن يحبون أن يقطفوا ثمار الحياة ليتذوقوها بروية ،، من على شجر الأيام ،، كنتُ أُحب أن أُبجلَّ استثنائيتي ،، وأحتضنُ قوتي بقوت ضعفي ، وأفخرُ أنني أنا بكُل تفاصيلها ،، من جحيم عقلها إلى جنان قلبها وأفقِ الطريق بينهُما ،،
لا أحب ثرثرة الأنا ،، ولا ازدحام المارة على طريق المُشاة ،ولا تهافت الأضواء على صورتي ،، بدوتُ في نظرهم فاشلًا لأنني نجحتُ في أن أكون ذاتي استثنائيتي وعزلتي ،، لم أكن ما يريدون ،، رسبتُ في أن أكون الأفضل ، فربحتُ معركة السلام ،، ورأيتُ ألوان الحياة ، وركضتُ وراء فشلهم كطفلٍ ساخر،، وضحكتُ عندما أوقعوني في عثرات الطريق ،، انتظرتُ قليلًا ،، لم أنهض مباشرةً ،، ثم استأنفت ، ثم استوقفتني عربةٌ هاربةٌ من الماضي مُحملةٌ بالذكريات ؛ تلصصتُ عليها قليلًا ثم مضيت وعدتُ لأقف مرةً أخرى وأبكيَّ كالطفلِ اليتيم وراء شجرةٍ أحرقها رعدُ إحدى فصولي ،، مرغتُ وجهي في طينِ دموعي ،، حتى وصلَ شهيقي إلى كُل من مروا في طريقي…
ثم خجلت ،، فتوقفت ،، وعادوت النشيج مرةً أخرى حتى هدئت ،، حملتُ عيوبي وفاخرتهم بها قبل كل جيدٍ بي ، وأخبرتهم بأنها غير قابلة للتعديل ،، وبأنها بُرهانُ إنسانيتي ،،
نجحتُ في خسارة معركة مثاليتهم بامتياز ،، وها أنا ذا أُصفقُ لفشلهم في أن أكون مُزيفاً ،، أنا حقيقي…
ولعن الله النفاق…

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى