لماذا يحبك الأردنيون يا وصفي ؟ / عبد المجيد المجالي

لماذا يحبك الأردنيون يا وصفي ؟

15267928_1226635190726236_385359020690754272_n

لأنهم كلما أرادوا الحديث عنك وأنت الراحل منذ عقود حضرت صيغة المخاطب لا شعورياً،فيتبين لهم أنهم يتحدثون معك لا عنك ،ربما لأن الشهادة تجعلك حياً ولكن لا يشعرون،أو لأن لك من الحضور بينهم ما يجعل النسيان بحاجة إلى عقود أخرى ليتمكن من هذا الحضور !

ويحبك الأردنيون لأنك كنت من اربد الشموخ في الهوية فقط ،لكنك في الممارسة كنت أردنياً لا فرق عندك بين أردني وأردني إلا بوطنيته،كنت تسير شمالاً إذا أردت الكرك، وجنوباً حين تقصد اربد، فلا فرق أبداً طالما أن كل الطرق تؤدي إلى الأردن !

مقالات ذات صلة

ويحبك الأردنيون لأنك لم ترث ولم تورث،ربما أن الشيء الوحيد الذي ورثته وورثته هو حب الأردن،فلم يكن عندك خيل تهديها ولا مال..لكن نطقك كان يسعدهم ومواقفك كانت ترضيهم ، هل تذكر عندما قلت : “أنا بعتقد أن أهل الأردن من أحسن العرب،بعتز فيهم كأردنيين لأنه معنى الأردني عندهم لا يعني الإقليمية” .. هل يجرؤ أي رئيس وزراء أن يخرج اليوم ويقول ما قلت؟! صدقني لم يفعلوا ولن يفعلوا، فالتبعية لم تترك لهم فسحة من اعتزاز، والتسول السياسي جعل خدودهم مصعرة على الدوام !

ويحبك الأردنيون لأنك تشبههم في كل شيء : في الاعتماد على الذات وفي الاعتزاز بها ، في وجهك الأسمر بلون أرضهم ،وفي كراسة عمرك المليئة بفلسطين حتى وإن حاول المصابون بأمراض الحسد السياسي تشويهها ، في طيبة نفسك حين كانت تؤثر على نفسها رغم الخصاصة ،وفي راتبك الذي كان ينفد قبل أن تتقاضاه !

ويحبك الأردنيون لأنهم كلما استبشروا برئيس وزراء جديد علّه يكون من (أربعينك) خذلهم الواقع وعادوا إليك من جديد يا “حُسن العزاء” و”سيد الشهداء” !
مدهش حضورك يا وصفي !
حتى أنا أردت الحديث عنك فحضرت صيغة المخاطب قسراً ووجدتني أتحدث معك !
#عالبال_بعدك_يا_بطل_حوران
#عبدالمجيد_المجالي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى