لماذا ما زلنا نمجّد وصفي التل الى الآن؟

لماذا ما زلنا نمجّد وصفي التل الى الآن؟
د. رزان العمد

أنا لم اشهد فترةَ وصفي التل ولكن التمجيدَ به دفعني لأقرأ عنه كثيراً ، لدرجة اني قرأت معظم المقالات التي ارتبط بها اسم وصفي سواء أكانت محبةً، ممجدةً او حتى حاقدةً كارهه. وما أن أنهيتُ قرأتي حتى خفق القلب حباً وأصبحتُ أرى في تفاصيلِ وجهِ وطن و شممت بين طيات الصحف التي ذكرته رائحة الزيت والزعتر ، لقد استنشقتُ رائحة الوطن . ولكن لماذا ما زال يذكر الى الآن؟ ولماذا انا وغيري ممن لا يعرفونه اصلاً أحببناه ولماذا ما زال باقياً؟ الجواب ببساطة لان وصفي أدرك بأن الوطن غالٍ فاشتراه، وصفي اشترى ولم يبع. وصفي لم يكن رئيساً للوزاء فحسب بل كان مواطناً أردنياً أدرك ما معنى المواطنةِ الصالحة . وصفي لم يكن مناطقياً ولا عشائرياً ولم يكن صديقاً لأحد بل كان ابن الوطن أردني الهوى والهوية ، عمل من أجل الأردنين جميعاً ولم يعمل من أجل وصفي واصدقائه . وصفي كان متحدثاً وقائداً أدرك أهميةَ بناء جسور الثقه بين صانع القرار ومطبقه ، لذلك وصفي اعطى المواطنَ قيمةً و وزناً في خطاباته ، حاوره وتحدث اليه وأشعرهُ بأهميةِ اشراكه في القرار واهمية دعمه للقرار . وصفي لم يتحدث كثيراً ولم يعطي الكثيرَ من الوعود بل ادهش بإنجازاتهِ لانه ادرك جيداً بأن القيادة فعلٌ لا منصبٌ وخطابات ، وصفي أشعر الأردني بأهميته وأهمية دوره المحلي والاقليمي وعزز لدية فخر الهوية وسهل الصعوبات والمنحنيات وأعطى المواطنَ شعورَ الأمان فهو الذي قال” الأردن الذي ولد في النار لا يمكن أن يحترق” نعم هذا هو وصفي الذي اذا تحدث صدق والذي أؤتمن ولم يخن فهو الذي قال وصدق “عندما يتعلق الامر بالوطن لا فرق بين الخطأ والخيانه لأن النتيجة هي ذاتها”
وصفي باقٍ لانه أردنيُ الهوية ، عربيُ القضية ، صادقُ العقيده ، حافظٌ للأمانه .
اقسم وصفي بأن يخدم الوطن فأستشهد فداءً له، ليقسم الوطن بأن يبقيه حياً للأبد. لذلك وصفي جعل المهمةَ صعبةً جداً على خلفائه فمعيارُ المفاضلةِ كبيرٌ وحجمُ الانجاز أكبر ، وصفي جعل مكانه خالياً وجعلنا نستذكره كل عامٍ لانه ببساطة لم يسع َلشغلِ منصبٍ ومقعد بل طلّق وصفي المقعد وعقد قراناً أبدياً مع شجرِ الزيتون والزعتر ليُجسّدَ صورة وطن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى