لماذا لا نصفق لوزارة التربية؟

لماذا لا نصفق لوزارة التربية؟
د. ذوقان عبيدات

في حوار مع الأعز أسامة الرنتيسي الذي خاض معي جميع معاركي، وتحمل بعض الأذى، اتهم من صفق لنتائج #التوجيهي العام الماضي: توجيه تيسير #النعيمي، و #نتائج التوجيهي لهذا العام، توجيه #أبوقديس، باعتبارها نتائج كارثية. ربما كان الصديق معجباً بتوجيهي الدبابات والمدرعات قبل سنوات قليلة. ونيابة عمن صفقوا وأنا منهم، لأن المريب يكاد يقول: خذوني! ما علينا!!

  1. أنا #معلم في وزارة التربية والتعليم رقم 4623، والرقم الحالي ربما فاق مائتي ألف! إذن، أنا جزء من وزارة التربية منذ كنت معلماً سنة 1959 وربما من سنة 1947منذ كنت طالباً.. وللتاريخ حقوقه!
  2. حين أصدرت مذكراتي، كنت في حيرة: هل يكون عنوانها اثنين وستين عاماً معلماً متعلماً أم مسيرة معلم متعلم.. ولأن المسيرة مستمرة، قررت عدم عد السنوات لأنها ربما زادت عن اثنين وستين عاماً.
    فأنا معلم، أتحمل #مسؤولية في كل ما يحدث سلباً وإيجاباً.
  3. كان لي سبق تحليل أداء وزارة التربية منذ نشأة الوزارة وحتى عام 2016، حيث أوضحت في دراسة تاريخية كيف تطورت الوزارة عبر وزراء فاعلين، وكيف جمدت عبر وزراء عابرين!! وقد سجلت ما تم من إنجازات وإخفاقات عبر تاريخ الوزارة.
  4. وفي 2015، وبتكليف من مركز نيسان الذي أداره بسام حدادين أعددت دراسة مذهلة عن داعشية المناهج: مظاهرها، ومن خلفها تعرضت خلالها إلى تهم ليس أقلها التكفير، بل وصلت حد التهديد بالقتل. وكان الصديق أسامة في طليعة من دعموني.
    واصلت نقد ثقافة المناهج، بل وثقافة الوزارة، وربما كان تأسيس المركز الوطني للمناهج من نتاجات حملة ساهمت فيها تقارير ولجان عديدة.
    إذن! مواقفي كانت موضوعية، أشارت إلى السلبيات والإيجابيات، حتى جاءت أزمة كورونا، فصفقت لتوجيهي “النعيمي” لأنه كان انعكاساً للظروف، وترجمة لها. صفقت لنجاحات الطلبة المرتفعة، وقلت: الدرجات العالية تعني أن الامتحان سهل وليس لأن عبقرية هبطت فجأة على طلبتنا! وانتقدت حينها نسب الرسوب المرتفعة، ففي رأيي أن طالباً نجح في الدراسة الثانوية، لا يجوز أن يرسب في امتحان الدراسة الثانوية العامة لما في ذلك من تناقض!!
    وجاءت أمس نتائج توجيهي ” أبو قديس” هذه التسمية يحلو للأردنيين استخدامها بدءاً من توجيهي ذنيبات والرزاز والمعاني والنعيمي وأبو قديس.. وهذه تسميات مؤسفة لأنها تلغي دور الوزارة الحقيقي وتبرز دور الوزراء.
    قلت في النتائج: إنها هبوط آمن بعد سلسلة من المطبات الموضوعية والإعلامية.. لم تخضع النتائج للتحليل بعد لكنها تبدو عاقلة ومعقولة، تعكس مدى التحسن الذي مررنا به في أثناء أزمة كورونا، وأكرر تعكس جهداً ناجحاً للوزارة والوزير معاً!!
    إذن صفقوا لنتائج التوجيهي في العامين: الحالي والسابق، لهذه الأسباب: وهي أسباب ما قبل التحليل العلمي! كانت قيادة التربية في الظروف السابقة تواجه ظروفًا أشبه – كما يقال- بقراءة جريدة في رياح هوجاء! فها هي التربية تكيفت مع التعليم عن بعد على علاته، وتكيفت مع ظروف الطلبة، وقدمت لهم برنامج ” الفاقد التعليمي” من وجهة نظر أخي أسامة، هو برنامج لم يمتد عبر وزيرين: النعيمي وأبو قديس، ولكن عبر وزارة واحدة. لها نقدم التصفيق. ولم أجد سبباً واحداً يمنعني ويمنع غيري من التصفيق.
    ملاحظة: أخي أسامة لم ينتقد أحد قبلي الوقت الممتد بين الامتحان وإعلان نتائجه، نشرت ذلك علناً. ومازلت أنتقد كثرة الرسوب في التوجيهي وفي أي صف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى