لماذا لا تتحرك حكومات العالم الإسلامي لوقف خطاب الكراهية الغربي

لماذا لا تتحرك #حكومات #العالم #الإسلامي ولو دبلوماسيا لوقف #خطاب #الكراهية الرسمي للعالم الغربي

كتب م.علي أبو صعيليك

جهد كبير بذلته دول العالم الغربي وتحديدا شماله ، فنلندا والنرويج وأيسلندا والسويد والدنمارك في تسويق ذاتها كدول تتميز بمستوى معيشي عالي لمواطنيها وما يتضمنه من رفاهية وحقوق للإنسان والحيوان وحتى المغتربين وغيرها من المفاهيم التي ثبت أنها مجرد اسطوانات فارغة تخفي خلفها حكومات وشعوب عنصرية في غالبها لا تحترم حقوق الآخرين الدينية والإنسانية وتتعامل مع الآخرين وفق ضوابط العرق والدين ولون البشرة.

ان حرق القرآن الكريم في السويد من قبل عنصري دنماركي بحماية رسمية من الأمن السويدي لا يندرج تحت بند الحريات بل هو تصرف أخرق يدل على مدى تغلغل الحقد والكراهية في هذه الشعوب تجاه أكثر من ربع سكان العالم من المسلمين بالإضافة لشدة عدائيته للذات الإلهية التي أنزلت القرأن الكريم خاتمة الكتب السماويه.

مقالات ذات صلة

تتشدق هذه الدول بمفاهيم هي في الحقيقة لا تطبقها إلا بشكل عنصري تميز فيه البشر وفق اصولهم وألوان بشرتهم ودياناتهم، فقد كشفت الحرب الروسية-الاوكرانية عن مدى عنصرية العالم الغربي عموماً تجاه شعوب شرق وجنوب العالم وخصوصاً المسلمين منهم وقد كشفت نواياهم وما يكتمون من خلال كلماتهم وخطاباتهم الموجهة لشعوبهم من أعلى الشخصيات الحاكمة في أكثر من بلد منها فرنسا وبولندا وبريطانيا.

ان الشعوب الإسلامية في غالبيتها ورغم ظروفها القاهرة خصوصا الإقتصادية منها والتي تلقي بضلالها على باقي تفاصيل الحياة لهي شعوب متجذرة في الحضارة وتعرف جيداً معنى التعايش مع الأخر وبالأضافة لأنها مكونة من مسلمين ومسيحيين، فإنها تحتضن بكل ود وترحاب الكثير من الجاليات الغربية الذين جاءوا بحثا عن الرزق وخصوصاً في دول المشرق العربي ويعيشون فيها بسلام وإطمئنان ولا نجد تجاههم أي خطاب كراهية كما تفعل قياداتهم وشعوبهم في بلادهم.

القرأن الكريم الذي أحرقه ذلك الأخرق هو كتاب أنزله الله تعالى رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:107] أنزل للناس جميعا وليس فقط للعرب أو لفئة من البشر {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [ سورة سبأ: 28].

لا تعمل دول العالم الغربي على محاربة دين الاسلام والمسلمين بشكل خفي، بل إنها اتخذت حالة عداء دائم لدين الاسلام علانية وقد صرح بذلك أكثر من رئيس امريكي نتذكر منهم جورج بوش الإبن وإبن دونالد ترامب والرئيس الفرنسي ماكرون تحت مسمى الحروب الصليبية، وتلك المواقف من اعلى مستويات الحكم يجب أن تواجهها حكومات المسلمين بمواقف مناسبة لها قبل أن تصل الشعوب لنقطة اللاعودة، وأخطر ما قد ينشر العنف هو أن يكون خطاب الكراهية بلسان الحكام والقيادات وليس الأفراد.

شهدت قارة أوروبا منذ بداية القرن الماضي تطورات كبيرة في القطاعات الإدارية والقانونية والعلمية وهو ما انعكس على اقتصاداتها وبسبب ذلك أصبحت تقود زمام الأمور في العالم ككل ومن المستغرب أن مضاهر التطور تلك لم تنعكس على التطور الفكري من ناحية احترام الأخرين ودياناتهم وثقافاتهم فهل يعقل ان يحترم المتعلم والمتحضر الأوروبي حقوق الشواذ جنسياً بينما يسخر أجهزته الإعلامية لمحاربة دين الاسلام رغم ما يحمله من خير للبشرية جمعاء؟

الحقيقة التي لا نستطيع تجاهلها رغم ظروفنا الصعبة ولكننا لا نسعى لها في اغلب دول العالم الإسلامي أن الأمور تسير نحو زيادة العنف نتيجة أزدراء العالم الغربي للقرأن الكريم ونصوصه التي لا تعجبهم ويريدون علانية إسلام على طريقتهم الغربية ممسوخ تماما من جوهره العقائدي الإيماني، وهذا ما لا يمكن أن يحدث حتى لو وجدوا بيننا من انسلخ عن دينه ويدعي التحضر والتطور.

ان الاستمرار في الاساءة للرموز الدينية وخصوصاً ما يحدث تجاه القرأن الكريم في دول شمال العالم والتي تتباهى بإستقرارها وأمنها ينذر بعواقب وخيمة على الجميع ويولد ردود فعل قد تنفجر في أي وقت وأي مكان ومثل تلك الحروب لا تستطيع الحكومات التحكم بتفاصيلها ولذلك نكرر دعوتنا للعقلاء وأصحاب الرأي وهم موجودين على العمل على نبذ خطاب الكراهية واحترام حقوق المسلمين في حريتهم في العبادة وعدم المساس بالقرأن الكريم، مع الأخذ بعين الإعتبار أن كل ما تحدثنا عنه فقط ضمن إطار القدرات البشرية وردود فعلها، ولكن قدرة الله تعالى على حماية القرأن الكريم لهي قدرة عظيمة لا يمكن أن نتنبأ بها وقد خسف الأرض وأباد شعوباً عاصية في أزمان ماضية جلت قدرته، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [سورة إبراهيم: 42 ].

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى