على ضفاف الأطلسي / أحمد فخري العزام

على ضفاف الأطلسي

قد أخبرتكم يوماً أنني رحلت عن ضفاف تلال الرمل المالح في الشرق محلقاً فوق السوسن في وطني عابراً إلى شواطئ الغرب البعيد ….
وأن صديقاً لي اسمه محمد كان سببا وضعه الله في طريقي لأصل إلى هنا …
كلما ارتحل بي الحنين إلى الشرق البعيد و من به في بلاد تشبه الجنة الموصوفة لنا .. يزورني محمد بابتسامته و صفاء قلبه و نيته الطيبة ليجبر أفكاري أن تخجل من مصطلح الغربة…. محمد أخ لي في فرحي و هذياني … بل حتى في الفوضى التي أجلبها له …
يوم رزقني الله بعمر … كان لي أخ و صديق و قريب …. فرح معي و يفرحني دائماً … هو ليس بساحر ولكن له ابتسامة تسرق الحزن من بين عيني …. في صباح الأعياد لم أجد قهوة أمي و لا ابتسامة أخي و لا صوت أبي يناديني للصلاة … لكنني وجدت محمد …. و وجدت عمر …
على ضفاف الأطلسي ….شمس أشرقت على مدينة … وطائر حط على شجرة …. لأشعر أن للوقت هنا طعم و لون ورائحة …. بوجودك يا عمر و رفقتك يا محمد ….
أهلي وأخوتي و أصدقائي في ذلك الشرق البعيد … أحبكم و أشتاق لكم … و اعلموا أنني بخير لأن الله وهبني هنا أخ و ابن معهما لا أجد تفسير لمصطلح غربة …
على ضفاف الأطلسي …. الحياة ليست رمادية ….

المغرب … أغادير

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى