في الصف الرابع الابتدائي قرأنا عن احد الأمراء خرج في سفر ومعه رهط من أصحابه وما يلزمه من خدم وحشم. وفي صباح احد الأيام جاءه واحد من رجاله وشكا له ان ماله قد سرق, وهو لا يتهم أحدا بعينه خوفا من قانون العقوبات. فجمع الأمير رجاله وكل من كان في القافلة وقال لهم : لقد قام أحدكم بسرقة مال هذا الرجل. وان حماري من أذكى الحمير, فهو يستطيع معرفة السارق بمجرد ان يقوم السارق بلمس ذيله , فيسارع حماري بالنهيق وينكشف السارق. وسوف ادخل الحمار الى خيمتي واخرج منها ثم يدخل كل واحد منكم الى الخيمة ويلمس ذنب الحمار. ولا يخشى أحد من ان يخطئ حماري في النهيق, فهو لا ينهق ما لم يكن السارق هو الذي لمس الذيل.قام الأمير بغمس ذنب الحمار بالعطر وخرج الى رجاله, وأدخلهم واحدا واحدا الى الخيمة. بعد ان انتهى الجميع من المهمة, لم ينهق الحمار بالطبع ,ولكن الأمير اخذ بشم أيدي رجاله واحدا واحدا فوجدها معطرة كلها من اثر العطر الذي على ذيل حماره, إلا يدا واحدة. كانت يد اللص , فقد خشي هذا ان ينهق الحمار فلم يلمس الذيل. وهكذا انكشف اللص. إني أدعو معالي سميح بينو رئيس هيئة مكافحة الفساد وتوفيرا للوقت ان يحضر حمارا وينصب له خيمة أمام مقر الهيئة, ويدخل كل من يريد ان يبرئ ذمته على الحمار. بل كل من يشك الشعب بذمته, وذلك بعد ان يشرح لهم الإجراءات.وانصح معاليه بغمس ذيل الحمار بالحبر الأسود بدل العطر توفيرا على الدولة . سيحتاج معاليه بالاضافة للحمار والخيمة الى عدد من سيارات السجن لنقل المتهمين اترك تقدير عددها لمعاليه. أما أنا فأتوقع ان يخرج عدد كبير من الداخلين وأيديهم نظيفة كما دخلوا. قد يقول قائل انك أفسدت الحيلة بنشرها على الملأ. ولكني اطمئن الجميع ان المعنيين بالاختبار لا يقرءون الصحف الشعبية مثل سواليف .بس انتو خلوا السالفة بيني وبينكو وبين بينو.
