حرّر عقلك / أحمد المثاني
السكون ليس من طبيعة الكون .. النّمو و التطوّر سنّة الحياة .
كثيرون منّا يعيشون أسرى فكرة تهيمن عليهم ، إلى الحدّ الذي يجعلهم يسلّمون بها و لا يتقبلون نقاشاً أو حواراً .. فيحرموا أنفسهم فرصة النّمو و الإفادة من التجربة الإنسانيّة .. و المعرفة التي أصبحت سمة هذا العصر ..
إغلاق منافذ العقل ، و العُجب بالنفس ، و التعصب .. يحرمنا أكسجين الحياة .. و يوقعنا في خداع الذات .. و حينها نعيش في ” شرنقة الجهل ” !
الأمم التي تطوّرت كما الأفراد ، هي الأمم التي خلعت أوهامها و جهلها ، و أخذت بمنافع العلم .. و احترمت العقل ، هذا الذي ميّز الله به الإنسان ، عن سائر مخلوقاته .
لو أتيح لنا أن نحلل الإطار المعرفي لكل فرد و معرفة مصدر تصوراته للحياة و الكون ، لوجدنا أن الكثير منّا مازال واقعاً تحت سطوة الجهل و العادة و المألوف و الموروث
بخلاف ما صحّ من العقيدة الدينيّة ..
في غياب العقل ، ليس غريباً أن نجد من المثقفين و حَمَلَة الشهادات العلمية مَنْ يطرق أبواب المشعوذين و المدّعين ممّن
يدّعون القدرة على معرفة الغيب .. و شفاء الأمراض التي أعيت جهابذة الأطبّاء ..
و في غياب العقل ، ليس غريباً أن نتناقل قصصاً و أحداثاً تداعب خيالنا ..
عن طبيب يجري عمليّة بأصبعيه .. و عن
عشبة تشفي من السرطان .. و عن أكوام
من الذهب تحولت تراباً ، لأنّها مرصودة بدجاجة سوداء ..
في غياب العقل نرى صور الزعماء في القمر
و نسمع أن فلاناً نفض غبار الصاروخ الذي أصابه ..
حين يغيب العقل .. يعمل الوهم و الخيال
لتصبح مناظر الغيوم في السماء أحصنة و فرساناً !! عندها ننام على حرير العجز ..
و التبرير .. و نجترّ الأمنيات .
