والجمعة استراحة للكورونا ايضا..

والجمعة استراحة للكورونا ايضا..
ا.د حسين محادين

معلومة أولية ؛كان أسم يوم الجمعة قبل الاسلام “عروبة” وبعض الحضارات الاخرى كانت تُسمه باليوم السابع .

(1)
– نعم..الشروق يتكرر منذ الأزل في هذا العُمر الضباب،
لكن نهار الجمعة وحده من سنأسره هذه المرة حتى أخر نبض في هذا العام الاسواء اردنيا وعولميا.
(2)

– نعم يوم الجمعة وحده من سنُقصيه قصدا عن مداره الطبيعي منذ غيّرنا نحن واجدادنا من قبل اسمه لسبب ما ما زال مجهولاً لي، غيّرناه من اليوم السابع او عروبة الى يوم الجمعة..ليبقى مبرر هذا التغيير غامضا لي كقرار الحضر يوم الجمعة بالنسبة لي في الأقل بالمعنى العلمي والطبي معاً؛ وهل مثل هذه التغييرات الغامضة واحدة من لعبتنا او صراعنا او مراوغاتنا عربا ومسلمين بالضد من مورد الوقت النادر، ومن محاولاتنا العابثة كسعي منحرف كي لا تكتمل الاشياء ودلالاتها هروبا من اخفاقاتنا المزمنة فكرا وانجازات في علاقتنا مع الوقت او جراء ضغط الزمن والتطور علينا كدول سلحفائية التطور والتحاور معا.
(3)
– يوم الجمعة ليس عاديا في اسابيعنا التي انقضت في دورة ايامنا المكرورة منذ ان وعى كل منا على بكائه وتجارب امتنا المرّة ؛الى حد اصبحت فيه الكورونا وهي الانثى تشبهنا كمتزوجين، تأخذ استراحة عشق لاهبة مع بعلها مساءات الخميس المتأخرة لذا تحتاج الى راحة منذ صبيحة الجمعة بحكم تعبها في ليلية الخميس الذي يسبق الجمعة، لتعاود نشاطها السبت وما بعده او انا هكذا فهمت الامور…من يجزم، ربما اكتشفت انا الانسان البسيط هذا الواقع واهمية قرار الحكومة الغامض في الحضر يوم الجمعة فقط ،وما عليّ كمتلقِ سوى الامتثال لهذا القرار الحكومي حماية لنفسي من نصفي الانثوي، اي من زوجتي الانثى كأساس لخصب الحياة وولادة الافراح في حياتي، ومع كورونا الانثى للاسف كمبعث على الخوف والعدوى او حتى الموت المفترض انطلاقا من كل صباحات الجمع القادمة التي سناسرها اردنيا منذ جمعة اليوم.
نعم ؛ وحده الجمعة من سنظلِمه بحجة جائحة “كورونا” ظلما وتهما مسبقة ولكل الجمع القادمة، ظلما سيبقى معلقا على حافة سؤاله الواخز…لماذا أنا تحديدا دون غيري من الألوان ..
اما سؤالي انا كعابث في وقار القرار الحكومي ؛ تُرى كيف نشنق جُمعِنا طوعا ..هبلا ..خوفا ..وقاية “سياسية” على مِقصلة الترقب الطويل ببكاء حواسنا وهو سنام ايامنا ..ثقافتنا واعمارنا عربا ومسلمين؛
وكيف سيكتمل او سيغدو عيشنا دون الرقم السابع.. او دون اسم حركي لكل اسابيعنا الحزينة المقبلة جراء هذا الحضر وعلى اعتقادنا الخاطىء ان كورونا مثل الازواج تحتاج استراحة يوم الجمعة الذي يلي اغنيتنا الشهيرة التي ُترُجمت الى اكثر من لغة اجنبية ايضا هلا بالخميس وبالجمعة معاً

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى