التلال السبعة….دَقَّ ناقوس الخطر

التلال السبعة ….دَقَّ ناقوس الخطر
محمود محمد عليان الشوابكة
من المؤكد أن محاربة داعش هو أمر تحتمه ضرورات عدة على رأسها حماية الدين، من الفئة الضالة التي تريد أن تختطفه إلى حيث يريد أعداءه.
لكن، وهو ما قلناه؛ مرارا وتكرارا، مع أخرين كثر، أن هناك خطر يوازي في خطورته خطورة الفكر المتشدد لداعش وأخواتها؛ ويتمثل ذلك في أوجه عدة؛ بتنا نكتوي بنارها دون أن نواجهها بالمستوى الذي يتتاسب مع حجم خطورتها الهائل؛ إذ بات واضحا أن ثمة سياق ممنهج يقوم على تفكيك قيم الفضيلة؛ كمنظومة قيمية أصيلة تحكم، وتوجه، سلوك الفرد في المجتمع، وإحلال قيم الرذيلة؛ كمنظومة قيمية جديدة، تحكم ذلك السلوك، بدلا عنها. وما هذا التشظي الذي أصاب قيم الفضيلة؛ من صدق واستقامة، وعفة وأمانة….إلخ، وعلى نطاق واسع، إلا دليل جلي على ذلك، ولقد جاءت حادثة التلال السبعة؛ كمظهر من مظاهر الخلل المريع الذي أصاب قيم الفضيلة في كبدها.
فالذي رأيناه؛ رأي العين، من مشاهد مروعة، لأشخاص، بأعداد كبيرة، يمارسون الشذوذ الفكري، والمسلكي، والجنسي، ويجاهرون بهذه الممارسات الشاذة المنحرفة، الخارجة كل الخروج عن النظام العام للمجتمع، تحت أعين كاميراتهم، ما هو إلا دليل على حجم التبدل الذي ذكرناه، وهو ما يقتضي منا، جميعا، أن نجعل هذه الحادثة بمثابة دق لناقوس الخطر، الذي لو أسلمنا أنفسنا إلى ما نحن عليه من حال؛ فإننا، سندفع، لا قدر الله، الثمن الباهظ لذلك، في المستقبل القريب.
وهنا أجدني مدفوع بسؤال؛ أجد أن المناسبة تلح علينا بطرحة؛ وهو:
لماذا لم تحظ كل أوجه الخروج عن قيم المجتمع لذات المستوى من ردات الفعل التي واجهنا بها، عن حق، الفكر المتشدد، بالرغم من أن كلا الوجهين يحمل ذات الخطورة على بنية المجتمع؛ أي: لماذا نقف عن حدود محاربة المتشددين، الذين حق علينا أن نحاربهم، بينما لا نشهد هبات رسمية، و إعلامية، وشعبية، و “نخبوية” على ما نراه من خروج مريع على منظومتنا القيمية؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى