عودة الجماهير للوطن ..الكرك نموذجا / د . حسين محادين

خاص – سواليف
عودة الجماهير للوطن ..الكرك نموذجا…

منذ ضمور الحركات المطلبية المهنية الموقعية التي صاحبت الربيع الأردني 2011-2015؛لم تلتحم جماهير الوطن من مختلف محافظاته الكريمة على وجع وجامع وطني واحد كما حضرت وتجسدت في هبة الكرك ظهر اليوم ؛ وهذا ليس غريبا عن الذاكرة الوطنية التي أخذت نفسيا وسياسيا في استحضار الكثير من المواقف في كيفية تعامل أهلنا من جنوب الوطن والكرك منهم مع بعض الحكومات لا بل إسقاطها منذ تسعينات القرن الماضي لأسباب اقتصادية/سياسية ومطلبيه حياتية.
* لقد شكلت حالة الصمود والتوحد الشعبي والعسكري الرائع أثناء العمليات الإرهابية الأخيرة في الكرك وقودا وطنيا متناميا يعتز به الجميع من جهة ؛ ومن جهة ثانية كان لموقف النائب د. صداح الحباشنة المُحرج للحكومة و لجُل زملائه في المجلس في جلسة مناقشة الأسعار؛حيث كان موقفه واضحا كقلعة الكرك وفيا لشهدائها وبالضد من قرارات حكومة د. الملقي برفع الأسعار التي أوجعت واججت كل الأردنيين بالضد منها . حيث شكلت المؤشرات السابقة الذكر دورا تعظيميا مضافا في زيادة ثقة أهلنا في الأردن الحبيب بتاريخ وادوار هذه المحافظة وأبناؤها أثرا وتأثيرا أمام كل التحديات التي يُمر بها وطننا بمختلف عناوينها الداخلية والخارجية معا.
* شكلت وقفة اليوم السبت (وليس الجمعة) في الكرك من كل الاردنين الذين شاركوا فيها من مختلف المحافظات رسالة وطنية بعنوانين متكاملين أُطلقا بنبض وهجاء واحد من على منصة الكرك التأريخ القلعة والشهداء هما:-
– أن الجماهير الأردنية بكل مكوناتها ومنابتها قد عادت للشارع وانحازت الى مصالحها إجرائيا في الميدان مُمارِسة لحقها الدستوري في المعارضة السلمية والمقاطعة للسلع والبضائع التي رفُعت الضرائب على أسعارها؛ مثلما هو حقها بالعيش الكريم رغم سطوة الفاسدين (النفس /اقتصادية على الغلابى )الذين اعتدوا على المال العام وبقوا طلقاء دون محاسبة قانونية للأسف ؛لذا لاحظنا استجابة قرار رئيس الوزراء الضمنية في إلغاء تعين مدير الملكية ؛وكذا الحال مع قرار سلطة إقليم العقبة في اعتبار دعم الحفل الموسيقي(100000) دينارا سلفه مستردة لخزينة الدولة .
– على الصعيد الخارجي ؛ جاءت رسالة المتظاهرين التعددية في الكرك”رغم مطالبتها برحيل الحكومة الضرائبية” بليغة بالضد من الارهابين والمتآمرين على الأردن من (متأسلمين) ارهابين بكل مسمياتهم أم الغربيين (الترمبين والاسرائيلين) في حديثهم الدامي هالايام عن أن الأردن هو البديل عن فلسطين .
-على الصعيد الداخلي ؛تذكيرا واخزا لصناع القرارات الاقتصادية والسياسية بأن يتنبهوا وبإصغاء واعِ الى العناوين الجماهيرية المبتكرة للضغط على الحكومة ومجلس النواب في العودة او حتى تجميد القرارات الضاغطة بقسوة على أنفاس وأسباب العيش للمواطنين في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر أردنيا للأسف .
أخيرا ..اجتهد أن التظاهرة الوطنية التي حصلت في الكرك فكرة وتنظيما وتعبيرا سلميا عن سخط الأردنيين ضد قرارات الحكومة الحالية كنموذج ؛أنما تُؤذن فينا جميعا ؛ ببلاغة التعلم ورهافة الإصغاء للراغب في الاحتراز والإفادة من دلالات تحرك الجماهير ؛مثلما تقتضي من صناع القرار إعادة النظر في حزم الضرائب والإسراع في محاسبة المعتدين على الأموال العامة كجزء من الحل العادل للجميع ؛ فالجماهير قد أتمت تمرّينها السلمي والميداني الجامع لهم كالإيمان بالوطن ومنجزاته رغم تهور قرارات الحكومة الحالية التي استنفذت رصيدها البسيط أصلا على الصعيد الشعبي ؛ حمى الله أردننا الصابر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى