اعفوا واصفحوا / محمد عياش القرعان

اعفوا واصفحوا

عجبت عندما رأيت صورة من صور التسامح تتجلى في شهر رمضان ، في شخص سامح قاتل ابنه لوجه الله فقط، وهي اعلى مرتبة من مراتب التسامح والتضحية ……بورك عمله وفي ميزان حسناته ان شاء الله .
وعجبت اكثر عندما رأيت اخ يقاطع اخيه لسنوات ويمر رمضان تلو رمضان ولا يسامحه ولا يغفر له، ويرفض كل وساطات التصالح، من اجل كلمة قالها له في حالة غضب، او نصيحة لم تعجبه او ربما كلمة القاها نمّام في اذنيه يريد الوقيعة بينهما، او وسوست له زوجته في أذنيه، كلمة عن اخيه ، بانتظار رضى زوجته لكي يرضى هو على رضاها ،،،،،”وطز بهيك ازواج، يصيح احدهم”!!
وعجبت ايضا عندما رأيت صديقا قطع كل حبال التواصل والصلح مع صديق عمره الذي امضى معه سنوات طوال وبينهما ما بينهما من صلة قرابة ونسب وصداقة، من اجل كلمة قالها في لحظة غضب او ربما اختلاف في الرأي او نقاش حاد حصل بينهما!!!!
فيلتقي هذا وهذا ، وهذا يشيح بوجهه وهذا يشيح بوجهه ويمرّان ولا يسلّمان على بعضهما البعض، والشيطان يضحك عليهما،،
صور كثيرة تدمي القلب لا مجال لذكرها في هذه العجالة !
فأي قلوب هذه التي تحمل كل هذا الحقد والكراهية ، ومن اجل ماذا، لا ادري؟!!
والمصيبة ان اغلبهم من رواد المساجد …..وهل نسي هؤلاء ان الدين معاملة “وان خيركم من بدأ السلام” “وانما بعثت لاتمم مكرام الاخلاق”!! او كما رسول الله صلى الله عليه وسلم …
وقال تعالى “وليعفوا وليصفحوا، الا تحبّون ان يغفر الله لكم”
فلماذا هذا الفصل والبون الشاسع بين العبادات والاخلاق، اذا كان كله من الدين وحثنا الله ورسوله عليه، والرب واحد والدين واحد؟!!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى