الدكتور محمد مقدادي يُحاضر في ملتقى إربد الثقافي

سواليف

استضاف ملتقى إربد الثقافي ومنتدى عنجرة الثقافي وملتقى المرأة مساء يوم السبت أول من أمس الدكتور محمد مقدادي الذي تحدّث عن “أكذوبة الصراع الحضاري”.

أشار الدكتور المقدادي في بداية محاضرته التي أدار فعالياتها الدكتور حسين العمري، إلى منهجية وطبيعة التصورات التي يستند عليها أهل الفكر في الغرب عندما يشرعون بدراسة الجهات المستهدفة بالنسبة لهم في الشرق، موضحاً أن درجة التقابل بين الشرق والغرب جغرافياً تستند على مبدأ التقابل الإيدولوجي والعرقي؛ بمعنى أدق فإن الدراسة الغربية للشرق تنطلق من البعد الفكري، لدارس يشعر بتفوقه بصفته صانعاً لقدره ولحضارته وحاملاً لها.

في سياق مناقشته لإعداد الدراسات الغربية عن عالم الشرق، لخّص الدكتور محمد مقدادي أبرز الأهداف التي يطمحون لتحقيقها، وهي تعتمد على سلسلة من الخطوات، أهمها: معرفة الطريقة التي يُفكّر بها الناس، وكيف يُمكن بناء العلاقات معهم بطريقة تخدم المصالح الغربية في المجالات الاقتصادية والإيدولوجيا التي تُمثل مجموعة المعتقدات والأفكار والتوجهات.

يقول الدكتور المقدادي، أن الفتوحات الإسلامية، منذ بزوغ فجر الإسلام، مروراً بتشكيل دولة المدينة التي حررت المشرق العربي من الاحتلال الروماني، ثم بلوغ الأندلس وجنوب فرنسا غرباً، حتى فتح القسطنطينية وحصار فينا من قبل الجيش العثماني، وما رافق هذه الإنجازات من مشاريع تنويرية، شكلّت في مجملها مصدراً لتهديد العالم الغربي، حيث برزت مشاعر الكراهية والعداء عند الغرب، لتبرز منذ ذلك الحين ملامح الصراع الحضاري.

يُضيف الدكتور محمد، أن فلسفة الاستشراق، بدأت كأداة من أدوات الساسة الأوروبيين بما يمتلكه وبما يحصل عليه من معلومات عن الشعوب العربية والإسلامية ثقافياً وحضارياًً، وتحديد إمكانات الإسلام الذاتية ومصادر قوته ومنعته، وتحليل ماهيته وعلاقاته الداخلية، وطبيعة التناقضات القائمة بين مذاهبه وأطيافه، لابتكار الوسائل الكفيلة بإضعاف أتباعه، حتى لا يكون بوسعهم التقدم لمنافسة الغرب في مجالات التطور الصناعي والتقدم الاجتماعي.

خلص الدكتور محمد مقدادي إلى ما تتناوله وسائل الإعلام الغربية والعالمية عن مظاهر التطرّف والإرهاب حيث قال : مع أن الأرهاب موجود على امتداد العالم كله، على اختلاف شعوبه ودياناته، وتباين طوائفه وأعراقه، ومع أن لهذا العنف دوافعه وأسبابه، لكن الغرب يتجاهل هذه الدوافع والأسباب، حينما يتعلّق الامر بالعالم العربي/ الإسلامي، ولا يُقدّم تفسيراً لتلك الأعمال سوى، أن الإرهاب جزء لا يتجزأ من البنية النفسية والذهنية للعربي/ المسلم.

حضر الندوة حشد من المهتمين والاكاديميين والأدباء، وأخذ النقاش بعداً يحث على استنهاض دور أهل الفكر والمعرفة في العالمين العربي والإسلامي، لإظهار الحقائق التي تؤكد أن بذور الإرهاب جاءت من طرف الدول العظمى والصناعية التي تبحث عن ديمومة مصالحها وتدفق منتجات بلدانها إلى أسواق وبلدان العروبة والإسلام.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى