لحن الرجوع الأخير… / جمال الدويري

لحن الرجوع الأخير…

سيدي،
باغتني، كما الأقدار،
ارمي علي يمين الحب،
مرر اصابعك الحنونة مثل رياح،
في شعري الغجري،
زقزق معي ترويدة الحسون كل صباح،
دندن على مسامعي سينفونية الايجاب والقبول،
ولنرتوي من نبيذ قهوتنا معا، حتى الثمالة،
بدل اسامينا كما اسطورة العشاق، ايها المجنون،
ونادني ليلى.
لنحفرها معا، على جذع سنديانة طروب،
او فوق صدر صخرة لعوب،
ولنرسم فوق طيات الأزل،
قلبين احمرين مسهومين،
وبعضا من شفاهنا الحبلى،
بالعشق والقبل،
دعنا، نزرع في حديقة الأشواق ملقانا،
وردا وريحانا،
دعنا، نعاقر كيف نكون انسانا وانسانا،
واسكب لنا كأس الهوى،
تروي عطاشا في دواخلنا،
ووجدانا،
في حمرة الشفق،
في حمرة الغسق،
في الصبح والغروب،
دعنا قصة تروى، واية العشاق،
ولحن نايات الربيع الغض،
دعنا، فراشتان ترفرفان حول النور،
جذلى تهيم ببعضها،
تمارس الاهات والعناق،
دعنا نسهر مع سراج الحصادين المحلق في بطن الليل،
دعنا نمتطي يا سيدي، مرجوحة الأمل،
ونحلم سيدي، بالفجر والعسل.
دعنا، ودعنا، ودعنا…
بل دعني احبك، يا فارس بني عبس،
دع السيوف والرماح والغزوات،
دع الخيول والأعنة والصهيل،
دع عنك رد الضان والابل،
دعنا، نغازل زهرة الياسمين،
دعنا نحب الحب.
دعني اسكن سيدي قلبك،
اااااه….يا قلبي؟
اين قلبي؟
أتشحدين الحب يا ابنة مالك، اتشحدين الحب؟
قلبي سيدتي…عمارة من الف طابق،
وألف الف حجرة مشغولة باليأس والألم،
ولا بها من فسحة، او موطئ للعشق والقدم.
الياسمين سيدتي حياة،
يحتاج للنقاء والمياه،
لا يرتوي من نبعة السراب،
ولا يعيش في الضباب،
ويموت عند اول منعطف،
في اول الصحراء. مثل الحب…تماما مثله،
الحب سيدتي يحتاج للتنور وعطر الخبز،
يقتات كالأحياء،
ويموت كالأحياء، عند اول منعطف،
اذا انطفا التنور وغاب الخبز.
الحب والخبز والانسان…سيدتي،
مثلث الحياة،
دعني احبك…حشرجت وتساءلت،
كأنها لم تسمع:
اين موعدنا؟
فأجبتها: عند اول اشارة ضوئية،
عند تقاطع المحرومين،
بعد طلعة الجوع،
على شمال قارعة البؤس،
دعينا هناك…نشحد معا،
ونمرن نياط القلب وأوتاره،
كيف نموت معا،
على، لحن الرجوع الأخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى