لا محمد ولا المسيح يردعهم / معاذ البوريني

لا محمد ولا المسيح يردعهم
يظهر أن القيادة المصرية الحالية للجيش المصري ، مصممة على جلب الأعداء لها من كل حدب وصوب ، من أشراف العالم العربي ، بتصرفاتها الطائشة الرعناء ، التي تخالف بها كل العادات العربية الحميدة من حق للجوار وإغاثة للملهوف وكرم عربي أو نخوة وشهامة عرفها العرب القدماء ، ليس غريبا ذلك فهم ليسوا عربا – كما يقول إعلامهم – هم فراعنة .

ولم يحركهم الدين الإسلامي كذلك فهو عند القيادة الحالية ، دين شيطاني يدعو للإرهاب ، فإعلامهم يصرّ على نشر هذه الفكرة بين أوساط الناس العامة المغيبين بحجة شبح الإخوان المسلمين ، ونسوا ما أكد عليه الإسلام من احترام لحق الجوار والأخوة بين المؤمنين .

دعاني للكتابة عن هذا الأمر ما نشر قبل ثلاثة أيام من قتل لفلسطيني أعزل عارٍ من الملابس والعقل والسلاح ، يشكل تهديدا خطيرا للحدود المصرية ، فهو الذي سيحطم أسطورة الجيش المصري ، الذي عرف ببطولته العظيمة ، حيث لم يحترم الجيش المصري أي أخلاقيات البشر أو آدميتهم بل لم يحترموا كذلك ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو المسيح عليه السلام التي صادفت يوم قتلهم للشاب المسكين ، محمد الذي حث المقاتلين هو وخلفاؤه على عدم قتل من ألقى سلاحه في معركة أو قتل شيخ أو طفل أو امرأة أو قطع شجرة ، والمسيح الذي قال : ” أحبوا أعداءكم ” ! عاملوا الفلسطينيين كأعدائكم مرة وأحبوهم كما علمكم المسيح إن لم ترضوا بتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم هذه الأيام بحجة الإخوان !!

لا أدري ما هو معيار القوة في قتل رجل عارٍ مريض ٍفقد عقله وهام على وجهه ؟! هل كنتم تجرؤون على فعل هذا لو كان الرجل ” إسرائيليا ” ؟! أم أن عزة الفلسطينيين وصمودهم الأسطوري الذي لم يـُرَ مثله على وجه الأرض يغيظهم ، فقد حاصرتموهم أنتم وأبناء عمومتكم الصهاينة ، وجوعتموهم ، وقطعتم عنهم الغذاء والدواء والماء وما زالوا أحياء ، وشردتموهم في العراء أنتم والجيش الصهيوني ، فناموا على الركام ولم يهتموا سوى للأرض والتمسك بالوطن ، فهل يكون جزاء هذا الصمود وحب الأرض القتل والموت من إخوانهم المصريين .

أم يا ترى هل هو الخوف من منجزات حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” في قطاع غزة ؟!! التي في زمن قياسي استطاعت صناعة صواريخ وأسلحة تحارب بها العدو الصهيوني بل وطائرة استطلاع بدون طيار، في حين أن هذا الأمر لم يحدث للمصريين عبر أكثر من ستين عاما من حكم العسكر والجيش لم يتمكنوا فيه من صنع طلقة يقاومون بها أي عدو ظاهر أم خفي .
لماذا كل هذا الحقد على الفلسطينيين أيها الجيش المصري ، هل صدقتم أن قطاعا محاصرا منذ أعوام يهدد مصر واقتصادها وحدودها علما بأن بوصلتهم واضحة تشير إلى القدس وتحريرها من أيدي الغاصبين ؟! كفى كذبا وتدليسا وضحكا على العقول من قبل إعلامكم الذي يغسل أدمغة الجهلة من الشعب المصري ويغيب المفكرين والشرفاء منكم .

يا أيها المصريون الشرفاء تذكروا يوما أن التاريخ لا يرحم ، وأن مثل هذه المواقف لا تنسى ، وأن زعيم أي بلد بمواقفه يكسب أهل هذا البلد الكرامة والعزة ، كما كان صدام حسين رحمه الله عنوانا لكرامة العراق التي أريق ماء وجهه بعد استشهاده وبكى العراقيون عليه دما الآن ، الكاره له سابقا والمحب، وكما كان الملك الحسين رحمه الله عنوان كرامة الأردنيين ، وعلى هذا النهج يقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بمواقفه الواضحة الصريحة ، الذي كان أول جندي في محاربة تنظيم داعش المتطرف وقاد الطائرة بنفسه في الحملة الجوية ضدهم فرأى العالم بأسره كيف يكون القادة ، وتذكروا كم احترم العالم بأسره مصر وشعبها عندما قاموا بثورة الخامس والعشرين من يناير ، وكم قلّ احترامهم عند شعوب العالم بمجيء انقلاب الثلاثين من يونيو ، فخسروا الكثير من المؤيدين لهم ، وضاعت مصر في أيدي الطامعين من أهلها أولا ، الذين باعوا ضميرهم بثمن بخس ومن أعدائها .

أرجوكم التفتوا لماء مصر والنيل الذي سرق منكم ، ولغازكم الذي سلمتموه بالمجان لدولة الاحتلال وحرمتم المصريين منه حتى باتوا يشحذون الاسطوانة وستشترونه منهم بأغلى الأثمان ، بمالكم وبالأغلى منه وهي كرامتكم المهدورة ، وهيبتكم المستباحة إن بقي منها شيء حتى الآن ، وتذكروا أنكم ستسألون كما يسألكم الجميع في هذه الأيام ، لماذا قتلتموه ؟؟ ولماذا بعتم مصر ؟؟ ولماذا خدمتم “إسرائيل” ؟؟ ولماذا قتلتم الناس في الطرقات ؟؟ ولماذا اعتقلتم الأشراف فيكم ؟؟ ولماذا قضيتم على العلم والجامعات في بلادكم ؟؟ ولماذا نسيتم أن العرب والمسلمين أخوة ؟؟ وعلى أي دين أنتم الآن ؟؟ ومن يحكم مصر في هذه الأيام ؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى