لانش بوكس ! / نداء أبو الرُّب

لانش بوكس !

لم يعد قرار الاستيقاظ صباحاً وباكراً جداً خلال الدوام المدرسي هاجس الأمهات الوحيد هذه الأيام، فترك الفرشة الدافئة ولحظات النوم العميق يغدو أمراً هيناً مع الوقت ونعتاد عليه، أما استحضار أفكار خلاقة وبناءة لتحضير صندوق طعام أطفالنا للمدرسة أو عفواً يجب تسميته بالإنجليزية حتى لا يختل توازن بريستيجنا 

(lunch box)

هذا هو الأمر المتعب حقيقة في ظل انتشار ملايين الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعطي الأمر أكبر من حجمه لتشعر الأم بالضيق وهي تشاهد وتستمع لنصائح أمهات اخترن أن يشغلن بالنا جميعا فقط بطعام صغارنا في المدرسة، هذه اسمها سوبر ماما تضع صوراً لعينات طعام صحية، وتلك تسمي نفسها ماما نوف تشرح بفيديوهات مفصلة الطريقة المثلى لترتيب اللانش بوكس بصورة مثالية لطلابنا المكافحين!!

لا زلت أذكر أيام الطفولة الجميلة، تصحو أمي وبكل هدوء تضع ما يأتي في وجهها من طعام في المطبخ لنا في أكياس وليس لانش بوكس ونأكله بكل حب دون التفكير حتى إن كان صحياً أو لا لأننا ببساطة نثق بخيارات الوالدة العظيمة، منقوشة زعتر طرية مع حبة خيار شهية وعلبة عصير لذيذ وبعض المكسرات أو بعض الحلويات، أو سندويشة فلافل مقرمشة، لم تكن ترى في تحضير كيس الطعام لنا مشكلة وهمَّاً، ربما يكون السر في بركة كيس الطعام الذي اختفى بظهور الغازي الجديد لانش بوكس!

لا نعترض على الحرص على توفير وجبة صحية للطالب إذ  أن ذلك يجلب الفائدة لجسده وبدنه، الفكرة في ألاَّ نركّز على هذا الجانب وحسب ليتحول الموضوع كما تقول بعض الأمهات إلى برستيج ويصبح الطالب الذي يجلب سندويشة زعتر لو كلاس بينما ابن البيرجر والوافل والبان كيك من أصول أرستقراطية! 

وكم أشكر الأمهات اللواتي يحظين بمتابعة جماهيرية واسعة على الإنترنت كيف يحفزن غيرهن على تشجيع أبنائهن على القراءة! هذا ما نحتاجه فعلاً أن نملأ عقول أطفالنا وأذهانهم وليس بطونهم وجيوبهم فقط، فكم من طفل من فرط تغذيته في وحل السمنة والخمول قد سقط!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى