العين الحمرا / رائد عبدالرحمن حجازي

العين الحمرا
بعد الإستراحة وفي بداية الحصة الرابعة دخل معلم الجغرافيا وطلب من طلاب الصف بأن يفتحوا الكتاب على درس الوطن العربي .
بدأت أصوت إخراج الكتب من الحقائب ممزوجةً بأصوات تقليب الصفحات إلى أن سُمع صوت عالي لأحد الطلاب وهو يقول : يا أستاذ كتابي انسرق واحنا بالفرصة . فما كان من المعلم إلا أن تبسم ابتسامة خفيفة وأجاب الطالب بقوله : بحبش مليح بالشنتة , بجوز تلاقيه هون ولا هون . عاد الطالب المسكين البحث عن الكتاب لدرجة أنه أفرغ محتويات حقيبته كلها على الرحلاية وقال ثانيةً : والله يا أستاذ كتابي انسرق . المعلم لم يأخذ الأمر على محمل الجد للمرة الثانية وقال للطالب : بجوز انك ناسيه بالدار ؟ هنا الطالب المسكين شعر بالقهر وراحت الدموع تنهمر على خديه وقال وهو يبكي : لا يا أستاذ مش ناسيه بالدار , الحصة الثالثة كان معي وكنت اتدرب على رسم خارطة فلسطين .
هنا أدرك المعلم بأن الطالب صادق فيما يقول وقرر أخذ الأمر على محمل الجد وقال للطلاب متوعداً ومهدداً لهم وهو عاقد الحاجبين : قبل ما ألف عليكوا واحد واحد وأنبش شناتيكو كل واحد يدوّر بشنتايته أو بدرجه , بجوز هالكتاب مشي لحاله وفات بشنتاية واحد فيكو .
الطلاب كانوا يعرفون مسبقاً العواقب الوخيمة (للسخرية والجدية) عندما تجتمعان معا لدى هذا المعلم . لذلك شرع كل طالب بالبحث عن الكتاب في حقيبته . وفجأة صاح أحد الطلاب قائلاً : لقيته يا أستاذ … لقيته … لقيته . يتوجه الجميع بأنظارهم لهذا الطالب , حيث كان مبتسماً ورافعاً الكتاب بيده . فيسأله المعلم : وين لقيته ؟ فيرد الطالب : لقيته تحت الدرج على الوطاة يا استاذ .
هز المعلم برأسه وأخذ الكتاب من الطالب وأعطاه لصاحبه . طبعاً لم تنطلي عليه هذه الحيلة كما هو الأمر بالنسبة لباقي طلاب الصف . بعد ذلك شُكل مجلس تأديبي للطالب , وتم نقله لمدرسة أبعد كعقاب له .
شو بدكوا بكثرة الحتشي …. أي والله العين الحمرا مليحة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى