يـــا لثــــــــــارات الحســين / علي الشريف

يـــا لثــــــــــارات الحســين
علي الشريف
في مذكرات احد رؤساء الوزراء المقبورين للكيان الغاصب وعلى ما اعتقد انه بيغن قال: نظرنا الى العرب فوجدناهم يتغنون بالاصول والمنابت وبالكرم والشجاعة والشعر فعززنا هذه القيم في نفوسهم حيث تركناهم في تاريخهم واخذنا منهم كل المستقبل.
ربما لا يكون الاقتباس حرفيا ولكنه يحمل المعنى نفسه بلا تحريف ولا تغيير وللحقيقة فان ما يحدث الان هو نتاج ما قاله بيغن وخطط له الصهاينة فكيف نجح الصهاينة ومن كان ذراعهم.
نحن امة لها تاريخ بلا حاضر ولا مستقبل فاذا ما سالنا احد من تكون قال: الخيل والليل والبيداء تعرفني وكاني به رجل فتح الاندلس او يكاد ولما نقابل حسناء في الطريق نقول لها عيون المها وكان الشعر ينساب بين شفاهنا ارتجاليا اما قل للمليحة في الخمار الاسود فغيرناه لنواكب الموضوه فاصبح قل للمليحة بالفيوزن الاحمر.
نرى في تاريخنا العربي الاعتزاز بالقبلية والان نرى ونسمع كيف الاعتزاز بالقبلية اصبح يطغي حتى على المفهوم الوطني واصبحنا نرى المناكفة وكاننا نستتذكر بيت الشعر المليء بالعصبية القبلية الذي قاله دريد بن الصمة “وما انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد.
وان اراد احد ان يحقر احد نراه وكان بيت الشعر الذي قاله جرير ينطلق على لسانه حين قال: وغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا فاصبح فخرنا على بعض واصبح الهجاء لبعضنا البعض.
هذا الذي يحدث الان اعتزاز كبير بالقبلية والعشارية وابتعاد اكثر عن الحاضر والمشكلة الاكبر انهم يغذون القبلية العربية لتطغى على كل مفهوم يقودنا الى الحاضرونسينا القاعدة الاسلامية الواضحة التي تقول ان اكرمكم عند الله اتقاكم.
ثمة شيء اخر فنحن كعرب اوغلنا في مدح السيف والفروسية والبطولة حتى اصبحنا نستنجد بعنتره وبالهلالي والزير سالم وربما من الممكن ان نخوض حرب البسوس من جديد او داحس والغبراء بل اننا نخوضها الان بين بعضنا البعض وهذه المرة من باب الطائفية التي لم نكن نعرفها قبل ان تغذيها الابواق المسمومة والاقلام التي تسكب خسه ونذاله بدل ان يكون حبرها موحدا.
ونحن حين نتكلم عن الفروسية و عنترة نراهم هناك يمجدون في بطولاته كي نبقى اسرى التاريخ ولا نتقدم قيد انمله ولليوم لم نستطع ان نجد عنترة جديد او نجد خالد ابن الوليد جديد .
تغتصب الحرائر في العراق فنصيح وامعتصماه …يضيع العدل ونصرخ واعمراه… نخسر المعارك ونموت ونصيح واخالداه … لا خالد يسمع ولا عمر يعود ولا المعتصم على قيد الحياة ونبقى نقول كان فلان وكنا نحن اسياد الارض وكلما اطل خالد او معتصم اعدمناه.
ما الذي اخذناه من تاريخنا العربي غير السيء وكل ما فيه سيء ما الذي اخذناه في هذه الايام غير ان القوي ياكل الضعيف … والغزوات … وحب النساء والشعر الذي انحدرنا به ليصبح مفردات بخسة بثمن بخس وهذا هو الشيء الذي ساد الان وعزز في نفوسنا بل تمت برمجتنا عليه حتى اصبح ديننا وديدننا وجل حياتنا.
ربما يقول قائل انني اهذي فالتاريخ العربي منذ قحطان وعدنان كان تاريخا حافلا واجيب كيف يكون تاريخا حافلا وقسمناه بين قحطان وعدنان وتاريخنا الحقيقي كعرب ابتدا منذ شروق الاسلام الذي وحد القبائل ووحد الاصول والمنابت واعطاها هوية واحدة فقط هي الهوية الاسلامية وعلمنا كيف يكون النصر وكيف تكون الامانة وكيف نكون اشداء وعلمنا ان اكرمكم عند الله اتقاكم وجعل قبيلتنا وعشيرتنا هي الاسلام .
اما اليوم فالحرب التي تقاد هي حرب التاريخ الذي يجب ان نتقوقع به ولا نغادره ويجب ان نتمسك بكل الاشياء التي نسمعها فتعجبنا وترضي غرورنا ونبقى نجترها ليل نهار ونبحث في كتب التاريخ عنها او في مسلسلات التلفزيون.
لماذا نقرا التاريخ بالمقلوب وناخذ منه ما يريدونه تماما مثل النادي الرياضي الذي تتحدث ادارته عن الانجازات وتاريخها وهي تجر من هزيمة الى هزيمة ومن نكسه الى نكسة لكن نرجسية التاريخ الموهوم ابقتنا لا نرى ابعد من قصة الزير سالم وكيف كان يشرب الخمر او عنترة وكيف يحب عبلة.
وضعونا في تاريخنا العربي ولكن لم يستطيعوا ان يسرقوا منا تاريخنا الاسلامي المشرق تاريخ المحبة والرحمة والنصر والفتوحات والعدل تاريخ الامة التي قادت الامم فكيف فعلوا حتى ينهار هذا التاريخ.
الصهاينة فكروا للحظة بواقعنا المزري وتاريخنا الذي نحب فابقونا بالذي نحب واخذوا كل مستقبلنا ونحن نضحك وجعلونا امة بلا مستقبل وما يحدث الان على سطح الوطن العربي يؤكد ذلك والمصيبة الكبرى انهم صنعوا ذراعا في خاصرتنا التي تؤلمنا وهي الاسلام جعلنا نبكي التاريخ ونتقانل لاجله وهذه الذراع هم الشيعة الذين جعلوا من الحسين رضي الله عنه ومن عليا رضي الله عنه الهة يبكونها وبها يبثون الفرقة ليل نهار وشعارهم يا لثارات الحسين.
يا لثارات الحسين شعار باتت تحمله عقيدة فاسدة _حتى العقيدة افسدوها_ حتى لا نعتز بعقيدتنا فاصبح كل سني هو يزيد وبالتالي تاريخنا الاسلامي افسدوه وتركونا فقط نستحضره ولا نسعى كي نعيده وضعنا بين اللطم والقتل والتكفير والتخوين .
الصهاينة اختاروا منبع العنصرية(الفرس) ليضربوا كل نسيج وطني اسلامي عندنا فالعنصرية عندهم انهم طبقات حتى بالدين والعمائم ونقلوها الينا لتصبح عنصرية الاصول والمنابت والقبائل وعنصرية الاديان بيد الفرس لا غير بينما صرنا نسبح بحمد ايادي شعب الله المختار الذي اعتبرنا قرابين نذبح على معابد اللاهوت وبسكاكين بني الفرس دون ان نذكرهم بسوء.
الشيعة هم اصحاب الحل الامثل عند الصهاينة بان نفني بعضنا بعضا هم يلطمون ويبكون على الحسين ونحن نحاول اقناع العالم بان يزيد بريء من دم الحسين فانشغلنا بذلك وهم اخذوا كل شيء الارض والمال والثروات والخبرات وتركوا لنا تاريخا مهشما وحاضرا ضائع ومستقبل مبهم واسلام غثاء كثغاء السيل .
منبع الارهاب وصناعه الصهاينة والفرس ونحن لا زلنا نستنكر ونشجب ونتداعى لاعلان برائتنا من كل شيء حتى اننا اصبحنا نعلن البراءة من النفس في بعض الاحيان.
اخر الكلام نحن انتصرنا بالدين فصنعوا لنا دينا به ننكسر…صنعوا لنا الشيعة وقالوا انهم اسلام وصدقنا فاعادونا الى جهلنا ما قبل الاسلام عنصرية وقبلية والقوي ياكل الضعيف والكل يضربنا ونحن الذين ندفع ثمن الضربات ونعتذر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى