.عندك اياه !!

[review]
 

الثلاثاء 14-6-2011

منذ ان بدأت عطلة المدارس ، وأنا متفرّغ تماما للتحكيم والقضاء  والفصل بين الأولاد.. تارة أمارس دوري كحكم مصارع رومانية ، أرفع هذا عن ذاك وأحجز ذاك عن هذا وأخرج قدم الأول من فم الثاني وأخلّص ذراع الأول من إبط ألآخر..وتارة أخرى أكون فيها أكثر هدوءاً واتزاناَ فأمارس دوري كقاضي صلح أستمع لشهادات الشهود وأوقف المدعى عليه وأطلب إثباتات من المدّعي وأقوم بتأجيل  جلسة الحكم لأوقات فراغي وما الى ذلك من اجراءات قانونية روتينية ..لم أعد انجز شيئاً ذا قيمه ..صدقاً لم اعد انجز، حتى مقالي اليومي صرت أكتبه بعد منتصف الليل عندما يخلو لي وجه كبميوتري…غير ذلك فأنا مشغول بالفصل بين "السلطات" والتحجيز بين "القواريط"..

 

مقالات ذات صلة

بالأمس ملأ جعير ابني الأصغر غرفتي ، فلم اعد استطع الاستماع للمشكلة ولا حتى التأكد من سبب بكائه…وقِعْت؟ سألته مستفهماً!! ..أماء برأسه نافياً ..عضّيت لسانك؟ فأماء من جديد بينما صوته الحاد قد طغى على موسيقى طارق الناصر ووليد الهشيم وعمار الشريعي سوية ..قلت له ..قرصك دبّور ؟ سكّر الباب على إصبعك؟ خوّفك بس ؟ فطّ بوجهك جردون؟…فأماء من جديد بنفي  أي من تلك الأسباب ..ثم فهمت بعد أن نفد صبري من الاستماع ورمي الاحتمالات …ان "عبّود" سرق "البلبل وخيطه"منه …عندها   لم أتردد في   فرك خشمه، ومصع أذنيه ..دون رحمة او شفقة….مردّداً بين الكف والآخر …((ولك اللي سرقوا البلد ما حدا حاكي معهم..هسع وقّفت على بلبل بخيطه"!!!!!)).

 

وما ان استتب الأمن قليلاً ، وصمت الجميع.. أمسكت كتاب"طبائع الاستبداد للكواكبي"  لأمحو ضجري اليومي ..لتبدأ الشكوى تتصاعد من جديد ..عندك اياه..بحكي عليّّ!! عندك اياه قرصني !!..عندك اياه..بده يضربني ..عندك اياه..برش عوجهي مي..!! عندك اياه..بقول عني حمار ..عندك اياه..مش راضي يخليني اتفرج ع سبيس تون!!…ثم تنتهي بجعير ألأصغر ..فأعود للطرح  ذات الأسئلة..وقعت؟ عضيت لسانك؟ قرصك دبّور ..سكّر الباب على اصبعك؟ خوّفك بسّ؟ فط بوجهك حرذون؟ ..لأكتشف من جديد أن الكبير سرق من الآخر "فرد مي" ..فلا أتردد بوضع الكتاب جانباً  بوقار وهدوء.. لأعزف بعدها سمفونية فرك الخشوم ، ومصع الأذان مردّداً بين الكف والآخر..ولك قلعطتني  ع "سرقة فرد مي"..ولك شوفوا الناس قديش بنسرق منها  ومش حاكيه…ثم تستمر الدورة: صمت آني..شكوى تتصاعد..جعير..فرك خشوم ومصع أذان..دون وجود نهاية قريبة او حلّ مستشرف…

 

آخر الليل.. عندما اضع رأسي على مخدة الكوابيس..أتمنى أن أمارس دوري بالشكوى المخنوقة ولو مرّة واحدة ..

 

كرمة العلي: عندك ايّاني ولّ…

**

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى